للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[صلب المسيح عند النصارى]

يعتبر النصارى حادثة صلب المسيح أحد أهم أحداث المعمورة، حيث يعتقدون أن الله أنزل ابنه السيد المسيح، ليموت على الصليب ليطهر البشر من أغلال خطيئة أبيهم آدم، بل وخطاياهم جميعاً.

وتؤكد الأناجيل - في إصحاحات مطولة - صلب المسيح، ذاكرةً الكثير من تفاصيل القبض عليه، ومحاكمته، وصلبه، ثم دفنه، ثم قيامته، فصعوده إلى السماء.

ومما يؤكد أهمية مسألة الصلب في الفكر النصراني أن النصارى يرون أن تجسد الإله في المسيح، هذا الحدث العظيم، إنما كان من أجل أن يصلب الإله، ويصور هذا القس الكاثوليكي الشهير توماس الأكويني (الملقب بالدكتور الملائكي) فيقول: " توجد أراء مختلفة، فيزعم البعض أن ابن الله كان سيتجسد حتى لو لم يخطئ آدم، ويرى البعض خلاف ذلك، ويبدو من الأصوب الانتماء إلى الرأي الثاني ... الكتاب يقول لنا دائماً: إن خطية الإنسان الأول هي الدافع لتجسد ابن الله، وعليه يظهر أن هذا السر إنما رتبه الله كدواء للخطيئة؛ بحيث إنه لولا الخطيئة لما كان التجسد ". (١)

ويصور الكاردينال الإنجليزي منينغ أهمية حادثة الصلب في كتابه " كهنوت الأبدية" فيقول: "لا تخفى أهمية هذا البحث الموجب للحيرة، فإنه إذا لم تكن وفاة المسيح صلباً حقيقية، فحينئذ يكون بناء عقيدة الكنيسة قد هدم من الأساس، لأنه إذا لم يمت المسيح على الصليب، لا توجد الذبيحة، ولا النجاة، ولا التثليث .. فبولس والحواريون وجميع الكنائس، كلهم يدعون هذا، أي أنه إذا لم يمت المسيح لا تكون قيامة أيضاً ".


(١) المسيح إنسان أم إله، محمد مجدي مرجان، ص (١٥٠).

<<  <   >  >>