نفسي"، لقد كانت اللعنة أجرته على عمله، فقد علق على الصليب، وكل معلق ملعون، كما في سفر التثنية "وإذا كان على إنسان خطية حقها الموت، فقتل، وعلقته على خشبة، فلا تبت جثته على الخشبة، بل تدفنه في ذلك اليوم، لأن المعلّق ملعون من الله" (التثنية ٢١/ ٢٢ - ٢٣).
إن هذا المزمور نبوءة واضحة عن يهوذا الملعون المصلوب بجوار متهم أو شيطان، وهو الذي حوكم بدلاً عن المسيح، فحسب في المحاكمة مذنباً، وقد صدق جامع تفسير أعمال الرسل في قوله: "الروح القدس بفم داود قد تنبأ عن يهوذا في المزمورين ٦٩ و ١٠٩". (١)
[ثالث عشر: المزمور الثامن عشر بعد المائة (نبوءة بنجاة المسيح من الموت)]
وكذا يؤمن النصارى أن المزمور الثامن عشر بعد المائة نبوءة عن المسيح عليه السلام، إذ يتحدث المزمور في آخره عن الحجر الذي رفضه البناؤون، فيقول: "الحجر الذي رفضه البناؤون قد صار رأس الزاوية، من قبل الرب كان هذا، وهو عجيب في أعيننا ... مبارك الآتي باسم الرب"، وقد اعتبره بطرس نبوءة عن المسيح المصلوب متناسياً ما جاء في مقدمة المزمور عن هذا الحجر العظيم، يقول بطرس: "فليكن معلوماً عند جميعكم وجميع شعب إسرائيل أنه باسم يسوع المسيح الناصري الذي صلبتموه أنتم الذي أقامه الله من الأموات، بذاك وقف هذا أمامكم صحيحاً، هذا هو الحجر الذي احتقرتموه أيها البناؤون الذي صار رأس الزاوية " (أعمال ٤/ ١٠ - ١١).
يقول الأب متى المسكين: "أما المزمور ١١٨ فهو أغنى المزامير في وصف رسالة