فيهوذا هو الذي أخذ وظيفته آخر، حين انتخب الحواريون بدلاً منه - تنفيذاً لهذا الأمر - يوسف ومتياس، وأقرعوا بينهما، فوقعت القرعة على متياس، فحسبوه مكملاً للأحد عشر رسولاً. (انظر أعمال ١/ ٢٣ - ٢٦).
إذاً فالنص في هذا المزمور متحدث عن يهوذا ولا ريب، وهذا صحيح، فهو يتحدث عن محاكمته " وإذا حوكم فليخرج مذنباً "، فمتى حوكم يهوذا إذا لم يكن هو المصلوب؟ والنص يتحدث عن محاكمته، وعن نتيجة محاكمته " لتكن أيامه قليلة، ووظيفته ليأخذها آخر ".
كما يتحدث المزمور عن وقوفه على الصليب، وعن يمينه شيطان (وحسب نسخة الرهبانية اليسوعية:"وليقف متهم عن يمينه")، إنه ذاك الذي كان يستهزأ به، (لوقا ٢٣/ ٣٩ - ٤٣)، فمتى وقف شيطان (متهم) عن يمين يهوذا، ومتى حوكم إن لم يكن ذلك في تلك الواقعة التي تجلى فيها غضب الله عليه؟
ووقوفه هذا هو العار الذي باء به وهو معلق على الصليب يستهزئ به المارة ويبصقون عليه ويضربونه" وأنا صرت عاراً عندهم. ينظرون إليّ وينغضون رؤوسهم".
ويصف المزمور استغاثات المصلوب على الصليب، وهو يستمطر رحمات الله " فاصنع معي من أجل اسمك، لأن رحمتك طيبة نجني .. خلصني حسب رحمتك، وليعلموا أن هذه هي يدك"، إذ لا يملك وسيلة للنجاة إلا أن يستغيث برحمة الله التي يلوذ بها الفاجر والتقي، فجعل يصرخ على الصليب:"إلهي إلهي، لماذا تركتني"(متى ٢٧/ ٤٦).
ويتحدث المزمور عن ثوب اللعنة الذي لبسه يهوذا على الصليب " ولبس اللعنة مثل ثوبه فدخلت، كمياه في حشاه، وكزيت في عظامه. لتكن له كثوب يتعطف به، وكمنطقة يتمنطق بها دائماً، هذه أجرة مبغضيّ من عند الرب، وأجرة المتكلمين شراً على