وقد ذكر برنابا في إنجيله أن المسيح بعد نجاته وصعوده للسماء عاد ثانية لوداع أمه قبل أن يرفع من جديد (انظر برنابا ٢١٩)
ويقول برنابا، وقد كشف له المسيح عن الحقيقة بعد هلاك يهوذا:" يا معلم: إذا كان الله رحيماً، فلماذا عذبنا بهذا المقدار، بما جعلنا نعتقد أنك كنت ميتاً؟ ولقد بكتك أمك حتى أشرفت على الموت .. أجاب يسوع: ... فلمّا كان الناس قد دعوني الله وابن الله على أني كنت بريئاً في العالم، أراد الله أن يهزأ الناس بي في هذا العالم بموت يهوذا، معتقدين أنني أنا الذي مت على الصليب، لكيلا تهزأ الشياطين بي في يوم الدينونة، وسيبقى هذا إلى أن يأتي محمد رسول الله، الذي متى جاء كشف هذا الخداع للذين يؤمنون بشريعة الله "(برنابا ٢٢٠/ ١٤ - ٢٠).
وقد كان، فأخبر محمد صلى الله عليه وسلم بالحقيقة التي غابت عن النصارى طويلاً، وصدق الله وهو يقول:{وقولهم إنّا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولاكن شبّه لهم وإنّ الّذين اختلفوا فيه لفي شكّ مّنه ما لهم به من علمٍ إلاّ اتّباع الظّنّ وما قتلوه يقيناً - بل رّفعه الله إليه وكان الله عزيزاً حكيماً}(النساء: ١٥٧ - ١٥٨).
[الشك في شخص المصلوب]
ذكرنا أن القرآن الكريم لم يكذب حصول حادثة الصلب، والذي ذكره القرآن يفهم منه حصول حادثة الصلب، لكن لغير المسيح عليه السلام، ولم يحدد القرآن شخص المصلوب، لكنه أفاد بوقوع شبه المسيح عليه، فصلب بدلاً عن المسيح عليه السلام.
وقد أخبر القرآن الكريم أن الذين يدعون صلب المسيح ليس لهم به علم يقيني، بل هم يشكون في شخص المصلوب على رغم شبهه بالمسيح، لكنه يقيناً ليس بالمسيح عليه السلام. قال الله تعالى: {وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبّه لهم وإنّ الذين اختلفوا فيه