أنت، يا إلهي لا تبطئ .. ارتض يا رب بأن تنجيني، يا رب إلى معونتي أسرع ".
فلم تبطئ عنه معية الله " فمال إليّ، وسمع صراخي، وأصعدني من جُبِّ الهلاك، من طين الحمأة، وأقام على صخرة رجليّ، ثبّت خطواتي".
كما سمع الله دعاءه بحق أعدائه، فعادوا بالخزي والخجل " ليخز وليخجل معاً الذين يطلبون نفسي لإهلاكها، ليرتد إلى الوراء، وليخز المسرورون بأذيتي".
تاسعاً: المزمور الواحد والأربعون (نبوءة بنجاة المسيح من مؤامرة تلميذه في يوم الضيق)
المزمور الواحد والأربعون هو أيضاً أحد الأسفار التي تحدثت عن نجاة المسيح وخيانة يهوذا له، وقد اقتبس منه يوحنا في ثنايا حديثه عن يهوذا فقال متنبئاً بخيانته: "إن علمتم هذا فطوباكم إن عملتموه، لست أقول عن جميعكم، أنا أعلم الذين اخترتهم، لكن ليتم الكتاب، الذي يأكل معي الخبز رفع عليّ عقبه" (يوحنا ١٣/ ١٧ - ١٨).
فقد اقتبس يوحنا من المزمور الواحد والأربعين الفقرة التاسعة وفيها: "رجل سلامتي الذي وثقت به آكل خبزي رفع عليّ عقبه"، فالمزمور نبوءة عن المسيح بدليل قول المسيح: "لكن ليتم الكتاب". (١)
ودعونا نتأمل المزمور من أوله، حيث يتنبأ المزمور بنجاة المسيح في يوم ضيقه، فإن الرب حفظه ولم يسلمه لمرام أعدائه، فيقول: "طوبى للذي ينظر إلى المسكين، في يوم الشر ينجيه الرب، الرب يحفظه ويحييه، يغتبط في الأرض، ولا يسلمه إلى مرام أعدائه، الرب يعضده وهو على فراش الضعف" (المزمور ٤١/ ١ - ٣).