وقد فهم منه اليهود أنه أراد نجاته منهم " فقال اليهود فيما بينهم: إلى أين هذا مزمع أن يذهب حتى لا نجده نحن؟ ألعله مزمع أن يذهب إلى شتات اليونانيين، ويعلم اليونانيين؟ ما هذا القول الذي قال: ستطلبونني ولا تجدونني، وحيث أكون أنا لا تقدرون أنتم أن تأتوا؟ "(يوحنا ٧/ ٣٢ - ٣٦).
- ومرة أخرى، جاهر المسيح بنجاته منهم قائلاً:" أعلم من أين أتيت، وإلى أين أذهب، وأما أنتم، فلا تعلمون من أين آتي، ولا إلى أين أذهب ... قال لهم يسوع أيضاً: أنا أمضي، وستطلبونني وتموتون في خطيتكم، حيث أمضى أنا، لا تقدرون أنتم أن تأتوا. فقال اليهود: ألعله يقتل نفسه حتى يقول: حيث أمضي أنا لا تقدرون أنتم أن تأتوا. فقال لهم: أنتم من أسفل، أما أنا فمن فوق، أنتم من هذا العالم ...
فقال لهم يسوع: متى رفعتم ابن الإنسان، فحينئذ تفهمون إني أنا هو، ولست أفعل شيئاً من نفسي، بل أتكلم بهذا كما علمني أبي، والذي أرسلني هو معي، ولم يتركني الأب وحدي، لأني في كل حين أفعل ما يرضيه " (يوحنا ٨/ ٢١ - ٢٩).
- ثم مرة أخرى، لما أعطى يهوذا اللقمة قال لتلاميذه:" يا أولادي أنا معكم زماناً قليلاً بعد، ستطلبونني، وكما قلت لليهود: حيث أذهب أنا، لا تقدرون أنتم أن تأتوا، أقول لكم أنتم الآن ... قال له سمعان بطرس: يا سيد، إلى أين تذهب، أجابه يسوع: حيث أذهب لا تقدر الآن أن تتبعني، ولكنك ستتبعني أخيراً "(يوحنا ١٣/ ٣٢ - ٣٦)، ولا يمكن أن يكون مقصوده الموت، فإنه مقدور لكل أحد.
- ومنها أيضاً قول المصلوب (يهوذا) وهو في المحاكمة: " من الآن يكون ابن الإنسان جالساً عن يمين قوة الله "(لوقا ٢٢/ ٦٩) فقد رأى يهوذا نجاة المسيح بما رآه أو سمعه من المسيح عن نجاته، وما شاهده من نجاة المسيح لحظة ألقي الشبه عليه، وهو يخبر أنه في تلك اللحظة، المسيح في السماء، وقد رفع بقوة الله.