للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- ومن النصوص التي تحدثت أيضاً عن نجاة المسيح قوله: "هو ذا تأتي ساعة وقد أتت الآن، تتفرقون فيها، كل واحد إلى خاصته، وتتركونني وحدي، وأنا لست وحدي، لأن الآب معي، قد كلمتكم بهذا ليكون لكم فيّ سلام، في العالم سيكون لكم ضيق، ولكن ثقوا أنا قد غلبت العالم" (يوحنا ١٦/ ٣٢ - ٣٣)، وهكذا كان، فقد هربوا جميعاً وتركوه، لكن الله معه، لذا يطلب منهم أن يثقوا أنه غلب العالم، وأن يثقوا أنه في سلام، فأين هذا من القول بصفع المسيح وصلبه وضربه؟

- ومن النصوص الدالة أيضاً على نجاة المسيح قول يوحنا: " من عند الله خرج، وإلى الله يمضي" (يوحنا ١٣/ ٣) ولو كان المقصود الموت، فكل الناس إلى الله تمضي، والقول بأن مضيه إنما يكون بعد الدفن ثلاثاً، يحتاج لدليل يثبت ذلك.

- ومن النصوص الدالة أيضاً على نجاة المسيح ما جاء في متى " فقال لهم يسوع: هل يستطيع بنو العرس أن ينوحوا مادام العريس معهم؛ ولكن ستأتي أيام، حين يرفع العريس عنهم، فحينئذ يصومون " (متى ٩/ ١٥)، ومقصده رفعه للسماء.

- ومن ذلك أيضاً: أن في أقوال بولس ما يجعل حادثة الصلب قضية غير مسلم أنها حصلت للمسيح، ويُرى ذلك بالإمعان في هذه الأقوال، يقول بولس: "أما نحن فنكرز بالمسيح مصلوباً، شكاً لليهود، وجهالة للأمم " (كورنثوس (١) ١/ ٢٣).

- ويشهد الكاتب المجهول لرسالة العبرانيين بنجاة المسيح من الصلب، حين قال في وصف ملكي صادق: " لأن ملكي صادق هذا ملك ساليم، كاهن الله العلي .. بلا أب، وبلا أم، بلا نسب، لا بداءة أيام له، ولا نهاية حياة، بل هو مشبه بابن الله، هذا يبقى إلى الأبد " (عبرانيين ٧/ ١ - ٣) فيفهم من قوله هذا، أن ليس للمسيح نهاية أرضية سابقة، كما هو الحال في ملكي صادق!

- لكن يبقى أظهر أدلة نجاة المسيح ما قاله كاتب رسالة العبرانيين عن المسيح:

<<  <   >  >>