ولكن بولس يجعل الخلاص أوسع من ذلك، فيقول:" المسيح الذي قدمه الله كفارة بالإيمان بدمه، لإظهار بره من أجل الصفح عن الخطايا السالفة بإمهال الله، لإظهار بره في الزمن الحاضر ليكون باراً، ويبرر من هو من الإيمان بيسوع "(رومية ٣/ ٢٤ - ٢٥)، فقد جعل الخلاص خاصاً بالخطايا التي سبقت المسيح، وشرطه بالإيمان بالمسيح.
ومثله ما جاء في مرقس:" من آمن واعتمد خلص، ومن لم يؤمن يدن "(مرقس ١٦/ ١٦).
لكنه - وفي موضع آخر - يخبر بهلاك بعض النصارى الذين تمكنوا من صنع المعجزات باسم المسيح، الذي يتبرأ منهم ويقول:" ليس كل من يقول لي: يا رب يا رب، يدخل ملكوت السموات. بل الذي يفعل إرادة أبي الذي في السموات، كثيرون سيقولون لي في ذلك اليوم: يا رب يا رب، أليس باسمك تنبأنا، وباسمك أخرجنا شياطين، وباسمك صنعنا قوات كثيرة، فحينئذ أصرّح لهم: إني لم أعرفكم قط. اذهبوا عني يا فاعلي الإثم"(متى ٧/ ٢٠ - ٢١).
وفي موضع آخر يجعل بولس الخلاص للجميع، لجميع البشر، فيقول عن المسيح:" بذله لأجلنا أجمعين "(رومية ٨/ ٣٢)، ويوضحه قول يوحنا:" يسوع المسيح البار، وهو كفارة لخطايانا، ليس لخطايانا فقط، بل لخطايا كل العالم أيضاً "(يوحنا (١) ٢/ ٢)، ويؤكده قوله:" نشهد أن الآب قد أرسل الابن مخلصاً للعالم "(يوحنا ٤/ ١٤)، فجعل الخلاص عاماً لكل الخطايا، ولكل البشر، مخالفاً قول بطرس:" كل من يؤمن به ينال باسمه غفران الخطايا "(أعمال ١٠/ ٤٣)، إذ بطرس قيد الخلاص بالمؤمنين بالمسيح.
وفي موضع آخر جعل بولس الخلاص على درجات يتفاوت فيها حتى المؤمنون به،