بالناموس بر، فالمسيح إذا مات بلا سبب " (غلاطية ٢/ ٢١)، " أبناموس الأعمال، كلا، بل بناموس الإيمان، إذاً نحسب أن الإنسان يتبرر بالإيمان، بدون أعمال الناموس " (رومية ٣/ ٢٧ - ٢٨).
وينعي بولس على اليهود الذين يطلبون البر عن طريق الإيمان، من غير أن يدركوه كما أدركته الأمم التي آمنت ولم تعمل بأحكام الناموس " إن الأمم الذين لم يسعوا في أثر البر أدركوا البر، البر الذي بالإيمان، ولكن إسرائيل وهو يسعى في أثر ناموس البر، لم يدرك ناموس البر، لأنه فعل ذلك ليس بالإيمان، بل كأنه بأعمال الناموس، فإنهم اصطدموا بحجر الصدمة " (رومية ٩/ ٣٠ - ٣١).
ويقول أيضاً: " الذي خلصنا ودعانا دعوة مقدسة، لا بمقتضى أعمالنا، بل بمقتضى القصد والنعمة التي أعطيت لنا في المسيح يسوع، الذي أبطل الموت، وأنار الحياة والخلود " (تيموثاوس (٢) ١/ ٩ - ١٠).
ويواصل: " ظهر لطف فخلصنا الله وإحسانه، لا بأعمال في بر عملناها نحن، بل بمقتضى رحمته خلصنا بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس " (تيطس ٣/ ٤ - ٥).
ولذلك فإن بولس يرى أن لا حاجة إلى الشريعة والناموس، ويعلن إباحته لكل المحرمات من الأطعمة مخالفاً التوراة وأحكامها (انظر التثنية ١٤/ ١ - ٢٤)، فيقول: "أنا عالم ومتيقن في الرب يسوع أن لا شيء نجس في حد ذاته، ولكنه يكون نجساً لمن يعتبره نجساً " (رومية ١٤/ ١٤)، ويقول: "كل شيء طاهر للأطهار، وما من شيء طاهر للأنجاس" (تيطس ١/ ١٥)، "لأن كل خليقة الله جيدة، ولا يرفض شيء إذا أخذ مع الشكر" (تيموثاوس (١) ٤/ ٤)، وكذا فالمسيح بدمه المسفوح "محا الصك الذي علينا في الفرائض .. فلا يحكم عليكم أحد في أكل أو شرب أو من جهة عيد أو هلال أو سبت" (كولوسي ٢/ ١٤ - ١٦).