"تأتي ساعة فيها يسمع جميع الذين في القبور صوته، فيخرج الذين فعلوا الصالحات إلى قيامة الحياة، والذين عملوا السيئات إلى قيامة الدينونة"(يوحنا ٥/ ٢٨ - ٢٩).
وأكد المسيح على أهمية العمل الصالح والبر، فقال للتلاميذ:" ليس كل من يقول لي: يا رب يا رب، يدخل ملكوت السموات. بل الذي يفعل إرادة أبي الذي في السموات، كثيرون سيقولون لي في ذلك اليوم: يا رب يا رب، أليس باسمك تنبأنا، وباسمك أخرجنا شياطين، وباسمك صنعنا قوات كثيرة، فحينئذ أصرّح لهم: إني لم أعرفكم قط. اذهبوا عني يا فاعلي الإثم"(متى ٧/ ٢٠ - ٢١)، فهؤلاء الذين يصنعون المعجزات والقوات باسم المسيح، سيتنكر لهم ويتخلى عنهم يوم القيامة، لما ارتكبوه من الموبقات، أي لمخالفتهم ناموس الله وشريعته.
وأيضاً، فإن المسيح طلب من تلاميذه - بعد القيامة - أن يكرزوا ويدعوا الناس للتوبة من ذنوبهم ليحصلوا على غفران الخطايا، فقد أمر كل واحد منهم "أن يُكرز باسمه بالتوبة ومغفرة الخطايا لجميع الأمم "(لوقا ٢٤/ ٤٧)، ولو كان الخلاص متحققاً بالإيمان لكانت الدعوة إلى التوبة ضرباً من ضروب العبث وإضاعة الأوقات والتنكر للهبات.
وقد ضرب المسيح عليه السلام لتلاميذه مثلاً، بيّن فيه حال العامل بالناموس فقال لهم:"لماذا تدعونني: يا رب يا رب، وأنتم لا تفعلون ما أقوله؟ كل من يأتي إلي، ويسمع كلامي، ويعمل به، أريكم من يشبه؟
يشبه إنساناً بنى بيتاً وحفر وعمق، ووضع الأساس على الصخر، فلما حدث سيل صدم النهر ذلك البيت، فلم يقدر أن يزعزعه، لأنه كان مؤسساً على الصخر.
وأما الذي يسمع ولا يعمل، فيشبه إنساناً بنى بيته على الأرض، ومن دون أساس، فصدمه النهر حالاً، وكان خراب ذلك البيت عظيماً " (لوقا ٦/ ٤٦ - ٤٩).