للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الله ظاهرون، وأولاد إبليس، كل من لا يفعل البر فليس من الله ... " (يوحنا (١) ٣/ ٤ - ١٠).

ويقول: "لنا ثقة من نحو الله، ومهما سألنا؛ ننال منه، لأننا نحفظ وصاياه ونعمل الأعمال المرضية أمامه، وهذه هي وصيته أن نؤمن باسم ابنه يسوع المسيح، ونحب بعضنا بعضا، كما أعطانا وصية، ومن يحفظ وصاياه يثبت فيه، وهو فيه" (يوحنا (١) ٣/ ٢١ - ٤٢) ومثل هذا كثير في أقوال المسيح والحواريين.

والعجب أن بولس نفسه الذي أعلن نقض الناموس وعدم فائدة الأعمال لتحقيق التبرير، وأن الخلاص إنما يكون بالإيمان، هو ذاته أكد على أهمية العمل الصالح في مناسبات أخرى، ويعتبره سبب الخلاص وباب الحياة الأبدية، منها قوله: " إن الذي يزرعه الإنسان، إياه يحصد أيضاً ... فلا تفشل في عمل الخير لأننا سنحصده في وقته" (غلاطية ٦/ ٧).

ويقول: " بل الذين يعملون بالناموس هم يبررون " (رومية ٢/ ١٣).

وفي رسالته إلى تيموثاوس يقول بولس: " أوصي الأغنياء ... وأن يصنعوا صلاحاً، وأن يكونوا أغنياء في أعمال صالحة، وأن يكونوا أسخياء في العطاء، كرماء في التوزيع، مدخرين لأنفسهم أساساً حسناً للمستقبل، لكي يمسكوا بالحياة الأبدية " (تيموثاوس (١) ٦/ ١٧ - ١٩).

ويقول: "كل واحد سيأخذ أجرته حسب تعبه" (كورنثوس (١) ٣/ ٨).

وأخيراً، فإن بولس بتنقصه السالف للناموس وإبطاله له مستحق للوعيد الشديد الذي جعله المسيح لمثل هذا الفعل وذلك في قوله: " لا تظنوا أني جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء، ما جئت لأنقض، بل لأكمل، فإني الحق أقول لكم: إلى أن تزول السماء والأرض لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس، حتى يكون الكل،

<<  <   >  >>