ويقول المفسر نينهام في تفسيره (ص ٤٢٧): " لقد قيل: إن مثل تلك النذر لُوحِظَتْ عند موت بعض الأحبار الكبار، وبعض الشخصيات العظيمة في العصور القديمة والوثنية، وخاصة عند موت يوليوس قيصر ".
ويقول المفسر جون فنتون في تفسيره (ص ٤٤٤) مدافعاً عن تحريف متى، مبرراً إضافاته في القصة: "لقد كان قصد متى من هذه الأحداث الخرافية أن يبين أن موت يسوع كان عملاً من صنع الله". (١)
ومما يدل على كذب كاتب إنجيل متى في هذه الزيادة، أن نتأمل أثر ظهور هذه العجائب في الأحداث التالية، فلو وقع ما ذكره متى لما تجرأ اليهود على الرجوع إلى بيلاطس، وطلب حراسة القبر، ولو وقعت هذه الأحداث الخرافية لما تجاسر قيافا أن يصف المسيح وقتئذ بالمضل، ولانتقم منهم بيلاطس، بل وعامة اليهود، ولآمن كثيرون بالمسيح، كما آمن كثيرون في أعجوبة أقل من ذلك، حين نزل روح القدس على التلاميذ، فآمن ثلاثة آلاف شخص. (انظر أعمال ٢/ ٤٠ - ٤١)، وما ذكره متى من عجائب تزامنت مع موت المسيح أعظم من ذلك.
ثم ماذا عن هؤلاء الأموات؟ هل عادوا بأكفانهم؛ أم حفاة عراة؟ ومع مَن تكلموا؟ هل كان خروجهم حزناً عليه أم نصرة له؛ أم فرحاً به؟ ثم كم عاشوا؟ وكيف ماتوا؟ ومتى؟
- وانفرد يوحنا بذكر وجوده إلى جوار المسيح، وأم المسيح معه وقت الصلب
(١) انظر: الفارق بين المخلوق والخالق، عبد الرحمن باجي البغدادي، ص (٤٤١ - ٤٤٧)، المسيحية الحقة التي جاء بها المسيح، علاء أبو بكر، ص (٢٦٤، ٣٠٠ - ٣٠١)، المسيح في مصادر العقائد المسيحية، أحمد عبد الوهاب، ص (١٧٤).