للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من جهة ديانتهم وعن واحد اسمه يسوع قد مات، وكان بولس يقول: إنه حيّ " (أعمال ٢٥/ ١٨ - ١٩).

فلو كان أمر قيامة المسيح معلوماً مشهوراً لما رفضها المؤمنون ولا استهزأ بخبرها المعاصرون.

ومما يدل على عدم صحة هذه القصة جهل تلاميذ المسيح بها " لأنهم لم يكونوا بعدُ يعرفون الكتاب، أنه ينبغي أن يقوم من الأموات " (يوحنا ٢٠/ ٩)، وعليه فإن فكرة سرقة الجسد من القبر كان إشاعة قديمة لتبرير القيامة.

ومن الأدلة على كذب القيامة: وجود المسيح وظهوره، فوجوده دليل على أنه لم يمت، لأن التوراة تقول: " السحاب يضمحل ويزول، هكذا الذي ينزل إلى الهاوية لا يصعد " (أيوب ٧/ ٩)، والهاوية هي الموت، ولو كان المسيح قد مات لا يرونه بعدُ لأنه قال: " لأني ذاهب إلى أبي، ولا ترونني أيضاً " (يوحنا ١٦/ ١) ويؤكد هذا قوله: "الحق الحق أقول لكم: إنكم لا ترونني حتى يأتي وقت تقولون فيه: مبارك الآتي باسم الرب" (لوقا ١٣/ ٥).

وهكذا ومن خلال هذا كله يتبين لنا أن الروايات الإنجيلية أقل بكثير من أن تصلح للاعتبار في مسألة مهمة كهذه، إذ هي عمل بشري ممتلئ بسائر أنواع الضعف البشري من خطأ وغلط واختلاق.

<<  <   >  >>