للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

شارح متى (ص ٤٤٠): " إن إحدى الطوائف الغنوسطية التي عاشت في القرن الثاني قالت بأن سمعان القيرواني قد صلب بدلاً من يسوع". (١)

وقد نقل أوريجانوس تقليداً شائعاً في عهده بأن يسوع كانت يستطيع في حياته أن يغير شكله وقتما وكيفما يشاء، ويقول إن هذا كان السبب في ضرورة قبلة يهوذا الخائن؛ وإلا فإن المسيح كان معروفاً لدى عموم أهل أورشليم. (٢)

وقد استمر إنكار صلب المسيح، فكان من المنكرين الراهب تيودورس (٥٦٠م) والأسقف يوحنا ابن حاكم قبرص (٦١٠م) وغيرهم.

ولعل أهم هذه الفرق المنكرة لصلب المسيح الباسيليديون الذين تعتبرهم الموسوعة الكاثوليكية في نسختها الإنجليزية من أهم الفرق النصرانية في القرن الثاني؛ وقد نقل عنهم سيوس في " عقيدة المسلمين في بعض مسائل النصرانية " والمفسر جورج سايل القول بنجاة المسيح، وأن المصلوب هو سمعان القيرواني، وسماه بعضهم سيمون السيرناي، ولعل الاسمين لواحد.

وهذه الفرقة كانت تقول أيضاً ببشرية المسيح، يقول باسيليوس الباسليدي: " إن نفس حادثة القيامة المدعى بها بعد الصلب الموهوم هي من ضمن البراهين الدالة على عدم حصول الصلب على ذات المسيح".

ولعل هؤلاء المنكرين لصلب المسيح قديماً هم الذين عناهم جرجي زيدان حين قال: " الخياليون يقولون: إن المسيح لم يصلب، وإنما صلب رجل آخر مكانه ". (٣)


(١) انظر: المسيح في مصادر العقائد المسيحية، أحمد عبد الوهاب، ص (٢٧٣، ٢٧٤)، وانظر تاريخ الفكر المسيحي، الدكتور القس حنا جرجس الخضري (١/ ٢٠٧)، وقاموس الكتاب المقدس، ص (١١١٢).
(٢) انظر: دائرة المعارف الكتابية (١/ ٤٠ - ٤١).
(٣) أقانيم النصارى، أحمد حجازي السقا، ص (٧٥)، الفارق بين المخلوق والخالق، عبد الرحمن باجي، ص (٤٦٥ - ٤٦٦)، قصص الأنبياء، عبد الوهاب النجار، ص (٥٠٣)، عقيدة الصلب والفداء، محمد رشيد رضا، ص (١٠١).

<<  <   >  >>