وأيضاً استشهد فيه بطرس في خطبته عن يهوذا، فقال:"لأنه مكتوب في سفر المزامير: لتصر داره خراباً، ولا يكن فيها ساكن، وليأخذ وظيفته آخر "(أعمال ١/ ٢٠).
فقول بطرس عن يهوذا:"لتصر داره خراباً، ولا يكن فيها ساكن " اقتبسه بطرس من الفقرة الخامسة والعشرين في هذا المزمور: "لتصر دارهم خراباً، وفي خيامهم لا يكن ساكن"(المزمور ٦٩/ ٢٥).
يقول جامع تفسير أعمال الرسل من كتابات الآباء:"الروح القدس بفم داود قد تنبأ عن يهوذا في المزمورين ٦٩ و ١٠٩". (١)
فالمزمور نبوءة عن المصلوب بشهادة يوحنا، وهو في نفس الوقت نبوءة عن يهوذا الخائن بشهادة بطرس والمفسرين، أليس في هذا ما يستحق وقفة عند المؤمنين بصدق شهادة العهد القديم؟ من هو صاحب الحماقات والذنوب الذي سقي الخل في عطشه؟ من تراه يكون: المسيح البار أم يهوذا الخائن؟
السفر التوراتي وحده كفيل بالإجابة عن السؤال، وفيه يهتف المصلوب ويصرخ بيأس يرجو رحمة الله الذي لم يستجب له، فيقول:"خلصني يا الله، لأن المياه قد دخلت إلى نفسي، غرقت في حمأة عميقة وليس مقر، دخلت إلى أعماق المياه، والسيل غمرني، تعبت من صراخي، يبس حلقي، كلّت عيناي من انتظار إلهي، أكثر من شعر رأسي الذين يبغضونني بلا سبب، اعتزّ مستهلكيّ أعدائي ظلماً، حينئذ رددت الذي لم أخطفه .... ".
(١) تفسير أعمال الرسل، جون ويسلي وآخرون، ص (١١)، فقوله: " مكتوب في سفر المزامير: لتصر داره خراباً، ولا يكن فيها ساكن، وليأخذ وظيفته آخر " إحالة إلى فقرتين من هذين المزمورين (انظر ٦٩/ ٢٥ و ١٠٩/ ٨)، وانظر: الإنجيل بحسب القديس متى (دراسة وتفسير وشرح)، الأب متى المسكين، ص (٥٧٨).