الرب، خالقك يا يعقوب، وجابلك يا إسرائيل ... وإذا اجتزت في المياه فأنا معك، وفي الأنهار فلا تغمرك، لأني أنا الرب إلهك، قدوس إسرائيل، مخلصك، جعلت مصر فديتك " (إشعيا ٤٣/ ١ - ٣)، وفي سفر ميخا: " إني أجمع جميعك يا يعقوب" (ميخا ٢/ ١٢)، ومثله في مواضع كثيرة، منها (إشعيا ٤١/ ٨) و (ميخا ١/ ٥)، والمقصود من ذلك كله شعب إسرائيل.
وفي إشعيا ٥٢ و ٥٣ يتنبأ النبي عن غربة بني إسرائيل ويصف ذلتهم، ثم يتحدث عن عودة أبنائهم من أرض السبي "نبت قدامَه كفرخ، وكعرق في أرض يابسة " فقد عادوا للأرض المقدسة، ونبتوا فيها، من جديد، كما في سفر النبي إرمياء "وأجعل عيني عليهم للخير، وأرجعهم إلى هذه الأرض، وأبنيهم ولا أهدمهم، وأغرسهم، ولا أقلعهم" (إرمياء ٢٤/ ٦)، وقوله: "وأفرح بهم لأحسن إليهم، وأغرسهم في هذه الأرض بالأمانة بكل قلبي وبكل نفسي" (إرمياء ٣٢/ ٤١). (وانظر إرمياء ٣١/ ٢٧ - ٢٨).
وقد تغيرت صورتهم بسبب الذل فكان الشعب " محتقر مخذول .. الرب وضع عليه إثم جميعنا " ويفسره قول إرميا وقد شاهد الأسر البابلي: " آباؤنا أخطؤوا، وليسوا بموجودين، ونحن نحمل آثامهم، عبيد حكموا علينا، ليس من يخلص من أيديهم، جلودنا اسودت من جري نيران الجوع " (المراثي ٥/ ٧ - ١٠).
وقوله: " ظلِم أما هو فتذلل " كقول سفر إشعيا عن اضطهاد بني إسرائيل على يد الآشوريين: "نزل شعبي أولاً ليتغرب هناك، ثم ظلمه آشور بلا سبب " (إشعيا ٥٢/ ٤)، وكقوله: "إن بني إسرائيل وبني يهوذا معاً مظلومون " (إرميا ٥٠/ ٣٣).
وأما قوله: " كشاة تساق إلى الذبح .... " فهو حديث ذبح ملك بابل لبني إسرائيل، وقد ساقهم كما تساق الشياه إلى الذبح، كما في قوله: " أنزلهم كخراف للذبح، وككباش مع أعتدة " (إرميا ٥١/ ٤٠) فمات أكثرهم جوعاً، ونحوه قوله عنهم: "وأنا