٩١ - قال الإمام أحمد: الرواية في ولادته بغزة أصح، وهي من الأرض المقدَّسة، ويحتمل أن يكون قوله: ولدت باليمن، أراد به بأرض تَستولي عليها بطون اليمن، وغَزّة من الأراضي التي استولى عليها بطون اليمن.
٩٢ - قال أحمد: فطلبت التيسير على نفسي في معرفة أحكام الله بالنظر في كتب الشافعي رحمه الله، فوجدت المتداوَل بين أصحابه من علومه:"مختصر" أبي إبراهيم إسماعيل بن يحيى المزني، ثم ما نقل إلى التعاليق من فروعه، فطلبت كتابًا يجمع مبسوط كلامه، منوَّرًا بدلائله وحُججه، لِمَا رجوتُ من زيادة المنفعة والبركة في كلامه المنقول على وجهه، لتقدمه وورعه، واجتهاده في طاعة ربه، وحسن يُمْنه (١)، وجميل قصده في تصانيفه ومناظرته.
٩٣ - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب، سمعت الربيع بن سليمان المرادي يقول: دخلت على الشافعي وهو مريض، فسألني عن أصحابنا؟ فقلت: إنهم يتكلمون، فقال لي الشافعي: ما ناظرت أحدًا قطُّ على الغلبة، وبودِّي أن جميع الخلق تعلموا هذا الكتاب - يعني: كتبه - على أن لا ينسب إليَّ منه شيء.
قال هذا الكلام يوم الأحد، ومات هو يوم الخميس، وانصرفنا من جنازته ليلة الجمعة، ورأينا هلال شعبان سنة أربع ومئتين، وقيل: توفي يوم الجمعة.