للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فخطب الناس فقال: "إن الحديث سيفشُو عني، فما أتاكم عني يوافق القرآن فهو عني، وما أتاكم عني يخالف القرآن فليس عني".

٢٣٤ - قال الشافعي (١): وليس يخالف الحديثُ القرآنَ، ولكن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم مبيِّنٌ معنى ما أراد: خاصًا وعامًا، وناسخًا ومنسوخًا، ثم يلزم الناسَ ما سن بفرض الله، فمن قَبِل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعن الله قَبِل، واحتج بالآيات الواردات في ذلك.

٢٣٥ - قال أحمد: هذا منقطع كما قال الشافعي رحمه الله في كتاب "الرسالة" (٢)، فكأنه أراد بالمجهول خالد بن أبي كريمة، فلم يَعرف من حاله ما يُثبِت به خبره، وقد روي من أوجه أُخَر كلها ضعيفة (٣).


(١) في "الأم" ٧: ٣٦٠.
(٢) "الرسالة" (٦١٩).
(٣) هاهنا ملاحظات، أُولاها: قول الإمام البيهقي: هذا منقطع، يريد به: هذا مرسل، فإنه من رواية خالد بن أبي كريمة عز السيد الباقر، رفعه، وحقَّقت فيما علّقته على "تدريب الراوي" ٣: ١٤٢: أن الأئمة المجتهدين الثلاثة يحتجون بالحديث المرسل إذا سلم من علة أخرى إسنادية أو متنية، فليست المسألة قولًا واحدًا: ردّ الحديث المرسل! .
ثانيها: توقُّع البيهقي أن يكون الشافعي أراد بالرجل المجهول خالد بن أبي كريمة: في محلّ النظر، والأولى أن يقال: هو الواسطة بين السيد الباقر، ومن فوقه، ذلك أن خالد بن أبي كريمة هذا مترجم في التهذيبين وغيرهما، ومما فيهما: أن أحمد، وابن معين- على الصواب المعتمد-، وأبا داود قالوا فيه: ثقة، بل في رواية الغَلَابي عن ابن معين: ثَبْت، وقال النسائي والعجلي ويعقوب بن سفيان: لا بأس به، وانفرد أبو حاتم بقوله: ليس بالقوي، كما وهم المزي بحكايته عن ابن معين تضعيفه، وينظر "تهذيب" المزي ٨: ١٥٧ مع التعليق عليه، و"تهذيب" ابن حجر ٣: ١١٤. فمثل =