٢٦٠ - قال الشافعي (١): وأما قوله: "فإني لا أحلُّ لهم إلا ما أحل الله، ولا أحرم إلا ما حرم الله"، قال الشافعي: كذلك صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبذلك أُمر وافتُرِض عليه أن يتَّبع ما أُوحي إليه، ونشهد أن قد اتبعه، فما لم يكن فيه وحي فقد فرض الله في الوحي اتباع سنته، فمن قَبِل عنه فإنما قبل بفرض الله، قال الله تعالى:{وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا}[الحشر: ٧].
٢٦١ - قال الإمام أحمد: وقوله في الرواية الأولى في كتابه: إن صح ذلك، فإنما أراد- والله أعلم- فيما أوحي إليه، ثم ما أوحي إليه نوعان، أحدهما: وحي يُتلى، والآخر: وحي لا يُتلى، وهذا مثل قوله صلى الله عليه وسلم في حديث العسيف:"لأقضينَّ بينكما بكتاب الله"، ثم قضى ببعض ما ليس بوحي يُتلى، وقد احتج عبد الله بن مسعود من الآية التي احتج بها الشافعي بمثل ما احتج به في أن مَن قَبِل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكتاب الله قَبِله، وأن حكمه في وجوب اتباعه، حكم ما ورد به الكتاب.
٢٦٢ - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار، حدثنا أحمد بن عصام بن عبد المجيد، حدثنا الحسين ابن حفص، عن سفيان، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله قال: لعن الله الواشمات، والمستَوشِمات، والمتفلِّجات للحُسْن، المغيِّرات خلقَ الله، فبلغ ذلك امرأة من بني أسد يقال لها: أم يعقوب، قال: فقالت: إنه بلغني أنك قلتَ كيتَ وكيتَ، قال: بلى، ألا ألعن من