للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٢٨٥ - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو العباس، أخبرنا الربيع ابن سليمان، أخبرنا الشافعي (١) قال: فإن قال قائل: قد طلب عمر رضي الله عنه مع رجل أخبره خبرًا آخرَ! قيل له: لا يطلب عمر مع رجل أخبره خبرًا آخَر (٢) إلا على أحد ثلاثِ معانِي: إما أن يحتاط فيكون وإن كانت الحجة تثبت بخبر الواحد، فخبر اثنين أكثر، وهو لا يزيدها إلا ثبوتًا، وقد رأيت ممن يثبت خبر الواحد من يطلب معه خبرًا ثانيًا، ويكون في يده السنة من رسول الله صلى الله عليه وسلم من خمسة وجوه، فيحدَّث بسادس، فيكتبه، لأن الأخبار كلما تظاهرت، كان أثبتَ للحجة، وأطيبَ لنفس السامع.

قال: وقد رأيت من الحكام من يَثبت عنده الشاهدان العدلان والثلاثة، فيقول للمشهود له: زدني شهودًا، وإنما يريد بذلك أن يكون أطيبَ لنفسه، ولو لم يزده المشهودُ له على شاهدين، لحَكَم له بهما.

قال الشافعي: ويَحتمل أن يكون لم يعرف المخبِرَ، فيقف عن خبره حتى يأتيَ مخبِرٌ يعرفه، ويحتمل أن يكون المخبرُ له غيرَ مقبول القول عنده، فيردُّ خبره حتى يجدَ غيره ممن يقبل قوله.

فإن قال قائل: فإلى أيِّ المعاني ذهب عمر رضي الله عنه عندكم؟

قلنا: أما في خبر أبي موسى، فإلى الاحتياط، لأن أبا موسى ثقة أمين


= (٢٧٨٣٦)، والبخاري في "صحيحه" (٦٩٠٥، ٦٩٠٦، ٦٩٠٨).
(١) في "الرسالة" (١١٨٧ - ١٢٠٠)، وكلمة "خبرًا" عليها ضبة في الأصل، وهي ثابتة في "الرسالة".
(٢) "خبرًا آخر": كلمة "خبرًا" ليست في "الرسالة" لكنها مقدَّرة.