وعبد الرحمن بن عبدٍ القاريّ، عن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، ويثبِّت كلَّ ذلك سنةً.
وصنع ذلك القاسم، وسالم، وجميع التابعين بالمدينة، وعطاء، وطاوس، ومجاهد بمكة، فقبلوا الخبر عن ابن عباس وحده، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وثبَّتوه سنة.
وصنع ذلك الشعبُّي، فقبل خبر عروة بن مضرِّس، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وثبَّته سنَّة، وكذلك قبل خبر غيره، وصنع ذلك إبراهيم النخعي، فقبل خبر علقمة، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وثبتَّه سنة، وكذلك خبر غيره، وصنع ذلك الحسن وابن سيرين فيمن لقيا، لا أعلم منهم أحدًا إلا وقد روي هذا عنه، فيما لو ذكرتُ بعضه طال.
٣٠٨ - قال الشافعي (١): أخبرنا سفيان، عن عمرو بن دينار، عن سالم ابن عبد الله: أن عمر بن الخطاب نهى عن الطِّيب قبل زيارة البيت، وبعد الجمرة.
قال سالم: فقالت عائشة رضي الله عنها: طيَّبت رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي لإحرامه قبل أن يحرم، ولحِلّه قبل أن يطوف بالبيت، وسنةُ رسول الله صلى الله عليه وسلم أحقُّ.
قال الشافعي: فترك سالم قول جدِّه عمرَ في إمامته، وقبل خبر عائشة
(١) في "ترتيب المسند" للسندي ١: ٢٩٩ (٧٨٠)، و"اختلاف الحديث" ص ٤٧، وهكذا جاء قول الإمام الشافعي: قال سالم: فقالت عائشة. وقول عائشة - دون حكاية سالم له -: رواه البخاري (١٥٣٩)، ومسلم ٦: ٨٤٦ (٣١ - ٣٨).