جاء ذكر هذا الإمام في سماعات الجزء الأول والثاني والأخير فقط، وسُمي عدد كبير من الحضور فيهما، بالكتاب إلى مؤلفه الإمام البيهقي في السماع الأخير، ففيه:"سَمع جميع كتاب المدخل .. على القاضي .. الحرستاني، بحقّ إجازته من أبي القاسم زاهر .. الشحامي، وأبي المعالي الفارسي، وغيرهما بسماعهم من المؤلف".
فأفادنا راويًا ثانيًا له عن مؤلفه، هو زاهر الشحامي، وراويًا ثالثًا أو أكثر بقوله "وغيرهما"، وزاهر الشحامي ولد وتوفي (٤٤٦ - ٥٣٣) رحمه الله، وأسمعه أبوه وهو في الخامسة من عمره، ومما سمعه على البيهقي "سننه الكبرى"، كما في "السير" ٢٠: ١٠، وكان ابن أربع عشرة سنة من العمر لما توفي البيهقي سنة ٤٥٨.
ولقد أخذتْ هذه السماعات جهدًا جهيدًا في قراءتها وتصحيح أسماء الأعلام، إذ إن جلَّهم ليسوا ممن له ذكر وشهرة وتآليف ليسهل تحرير أسمائهم، وأيضًا: فمن المشهور عند المعتنين بالكتب المسموعة على العلماء أن كاتبي طباق السماع يتقصدون الكتابة بطريقة تحكي (السلسلة) الآخذة بحلقات بعضها بعضًا، فتخليص الكلمات والحروف من بعضها فيه مشقة كبيرة، ليحصل الاطمئنان إلى صحة نص السماع.
وكان في قراءتها وحل مشكلاتها جهد مشكور لولدي عبد الله، لزم عليَّ ذكره له، وفقه الله تعالى، ومع ذلك فقد بقيت كليمات لا يتجاوز عددها أصابع اليد الواحدة تحتاج إلى تبيُّن وحلّ، ولكل أجل كتاب.