يقول على إثر هذا: إن إخواني من المهاجرين كان يَشْغَلهم الصَّفْق في الأسواق، وإخواني من الأنصار كان يشغلهم العمل في أموالهم، وإن أبا هريرة كان يلزم رسول الله صلى الله عليه وسلم على شبع بطنه، فيحضر ولا يحضرون، ويحفظ ولا يحفظون.
أخرجاه في "الصحيح" من حديث مالك رحمه الله (١).
٤٢٢ - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرني أبو النضر الفقيه بالطابَران، حدثنا عثمان بن سعيد الدارمي قال: قرأت على أبي اليمان: أن شعيب بن أبي حمزة أخبره عن الزهري، أخبرني سعيد بن المسيب، وأبو سلمة بن عبد الرحمن: أن أبا هريرة قال: إنكم تقولون: إن أبا هريرة أكثر الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ ! وتقولون ما للمهاجرين والأنصار لا يحدثون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثلَ حديث أبي هريرة! .
وإن إخواني من المهاجرين كان يشغلهم الصفق في الأسواق، وكان يشغل إخواني من الأنصار عمل أموالهم، وكنت امرأً مسكينًا من مساكين الصفَّة، ألزم رسولَ الله صلى الله عليه وسلم على ملء بطني، فأحضُر حين يغيبون، وأعِي حين ينسون، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث حدثنا به يومًا:"إنه إنْ يَبْسُطْ أحد ثوبه حتى أقضي مقالتي هذه، ثم يجمع إليه ثوبه إلا وعى ما أقول"، فبسطت نَمِرة عليَّ، حتى إذا قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم مقالته جمعتها إلى صدري، فما نسيت من مقالة رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك من شيء.
رواه البخاري عن أبي اليمان، ورواه مسلم عن عبد الله بن