للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

عيينة: حدث الزهري يومًا بحديث، فقلت: هاتِهِ بلا إسناد، فقال الزهري: أترقى السطح بلا سلُّم؟ ! .

٨٥٠ - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ (١)، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، [حدثنا عباس بن محمد الدوري] (٢)، حدثنا أبو بكر ابن أبي الأسود، حدثنا إبراهيم بن عيسى أبو إسحاق الطالقاني، حدثنا بقية، حدثنا عتبة ابن أبي حكيم: أنه كان عند إسحاق ابن أبي فروة، وعنده الزهري قال: فجعل ابن أبي فروة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له الزهري: قاتلك الله يا ابن أبي فروة، ما أجرأك على الله، ألا تسندُ حديثك، تحدثنا بأحاديث ليس لها خُطُم ولا أزِمَّة (٣).


(١) في "معرفة علوم الحديث" ص ١١٥.
(٢) جاء على الحاشية ما نصه: "سقط منه: حدثنا عباس بن محمد الدوري"، وهو تنبيه صحيح، فأثبته، ونبَّهت.
(٣) كتب على الحاشية أيضًا: "من هنا سمع شرف الدين الواني".
ابن أبي فروة: هو إسحاق بن عبد الله، أحد المتروكين، فلهذا جابهه الزهري بهذا القول، ولو كان ممن يقبل الزهري إرساله لما قال له هذا القول. والله أعلم.
وبناء على هذا القول من الزهري، وهذا التفسير له، ينبغي أن تفهم مراسيل الزهري نفسه، والكلام فيها كثير معروف، وسيأتي بعضه (٨٦٨، ٨٦٩) فيقال -والله أعلم-: إنه -وهو الإمام العَلَم، وممن عليه مدار أسانيد كثير من السنة - يرسل عن بعض الضعفاء عند غيره، لا عنده، وقد يرسل عن بعض الضعفاء عنده وعند غيره، لكنه لا يرسل عنهم مناكير لا خُطُم لها ولا أَزِمَّة، فإمامته في العلم والدين تمنعانه عن ذلك، رضي الله عنه. =