ابن جعفر، حدثنا شعبة، عن سليمان -يعني: الأعمش-، قال: قلت لإبراهيم: إذا حدثتني حديثًا فأسنده لي، قال: فقال: إذا قلت عن عبد الله، فاعلم أنه عن غير واحد، وإن سميت لك أحدًا فهو الذي سميت.
٨٨٤ - قال الإمام أحمد: هذا عذرُ منِ احتج بمراسيل إبراهيم النخعي، وليس ذلك بعذر لازم، فإنا نجده يروي عن أكابر أصحاب عبد الله بن مسعود، ثم نجده يروي عن قوم مجهولين، لا يروي عنهم غيره، مثل هُنَيّ بن نُويرة، وخزامةَ الطائي، وقَرْثعٍ الضبي، ويزيد بن أوس، وغيرهم (١).
* * * * *
(١) قلت: الرجل أعرف بنفسه ومنهجه وشيوخه، وقد أخبر عن نفسه بهذا، وهو إمام حجة لا يتهم بمبالغة، فيتَّبع، والتتبُّع يكشف، وهؤلاء الرجال الأربعة من رجال "التهذيب" إلا خزامة الطائي، وترجمة هُنَيّ وقرثع عند المزي -ومتابعيه- تنفي هذا الحصر، خاصة الحكم على قرثع، ولئن لم يذكر المزي راويًا ثانيًا عن يزيد بن أوس، لكنه نقل في ترجمته عن ابن المديني قوله: "قل رجل من الأئمة إلا قد حدث عن رجل لم يرو عنه غيره"، وذكر أن إبراهيم واحد منهم، لكن ينبغي أن يُعكس القول والحكم، فيقال: ما دام المتفرِّد عنه إمامًا فهذا يرفع من شأنه، ولا ينظر إليه كغيره من المجاهيل، بل يقال هو من أفراد شيوخ الإمام فلان.