للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

يخرج مع أمرائنا في المغازي، فيعزموا علينا في أشياء لا نحصيها؟ (١).

فقلت: والله ما أدري ما أقول لك، إلا أنا كنا نكون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعسى أن لا يعزم علينا في الأمر إلا مرةً واحدةً حتى نفعله، وإن أحدكم لن يزال بخير ما اتقى الله عز وجل، وإذا شك في نفسه شيء سأل رجلًا فشفاه، وأَوشك أن لا تجدوه، والله الذي لا إله إلا هو ما أذكر ما غَبَرَ من الدنيا إلا كالثَّغَبْ شُرِب صفوه وبقي كدره.

رواه البخاري في "الصحيح" عن عثمان بن أبي شيبة (٢).

١٤٠٢ - وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا الحسن بن مُكْرَم، حدثنا أبو النضر، حدثنا أبو خيثمة، حدثنا الأعمش، عن شقيق بن سلمة، وهو أبو وائل، قال: قال عبد الله: فذكره بمعناه، إلا أنه قال: وإن أحدكم لا يزال بخير ما اتقى الله فإذا حكّ في صدره شيء أتى رجلًا عالمًا فَسأله فشفاه منه، وايمُ الله ليوشِكنّ أن لا تجدوه.

١٤٠٣ - أخبرنا أبو محمد الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن فراس، بمكة، أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد الجُمَحي، حدثنا علي بن


(١) "فيعزموا": كذا، وفي رواية البخاري: فيعزم. و"لا نحصيها": أي: لا نطيقها.
(٢) (٢٩٦٤). وقوله: غَبَر من الدنيا: أي: ما مضى منها، بقرينة قوله: ما أذكر، أي: ما أتذكّر. والثغب - بسكون المعجمة وفتحها -: الغدير يكون في ظلّ فيبرد ماؤه ويروق. والمراد: تشبيه ما مضى بهذا الماء الرائق، وتشبيه ما بقي من العمر بالماء الكدر العكر.