للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال الشيخ الإمام أحمد: وقد قيل في كراهية كثرة المسائل معنًى آخر، وهو فيما:

١٤٣٠ - أخبرنا أبو زكريا ابن أبي إسحاق المزكي، أخبرنا أبو الحسن الطرائفي، حدثنا عثمان بن سعيد الدارمي، حدثنا عبد الله بن صالح، عن معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة (١)، عن ابن عباس قوله: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً} [المجادلة: ١٢] وذلك أن المسلمين أكثَروا المسائلَ على رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى شَقُّوا عليه، فأراد الله أن يخفف عن نبيه صلى الله عليه وسلم، فلما قال ذلك ضنَّ كثير من الناس (٢)، وكفّوا عن المسألة، فأنزل الله تعالى بعد هذا: {فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ} [المجادلة: ١٣] فوسَّع الله ذلك، ولم يضيق.

قال رحمه الله: والأشبه أن يكون هذا فيما يُستغنى عنه من المسائل في الوقت. والله أعلم (٣).

* * * * *


(١) "صحيفة علي بن أبي طلحة" ص ٤٨٥ (١٢٧٣).
(٢) أي: لما أنزل الله تعالى قوله هذا، أمسك كثير من الناس عن بذل الصدقة أمام السؤال، وفي "صحيفة علي بن أبي طلحة": "صبر"، بدل قوله: "ضنّ"، أي: صبروا عن المسائل على أمل التخفيف عنهم من الله تعالى.
(٣) آخر العاشر من الأصل.
وعلى حاشية ب: بلغ سماعًا وعرضًا في السادس والأربعين، ولله الحمد.