يتبعونه فنهاهم، وقال: إن هذا مذلَّة للتابع، فتنة للمتبوع.
١٦٠٥ - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا أبو عون محمد بن أحمد ابن ماهان الخزاز بمكة، أخبرنا محمد بن علي بن زيد قال: حدثنا سعيد ابن منصور قال: سمعت سفيان بن عيينة يقول: رأى عمر بن الخطاب رضي الله عنه مع أبيّ بن كعب رضي الله عنه جماعةً فعلاه بالدِّرة، فقال أُبَيٌّ: اعلمْ ما تصنع يرحمك الله! فقال عمر: أما علمتَ أنها فتنة للمتبوع، ومَذَلّة للتابع (١).
١٦٠٦ - أخبرنا أبو الحسين ابن بشران ببغداد، أخبرنا أبو جعفر الرزاز، حدثنا الحسن بن مُكرَم، حدثنا سعيد بن عامر، حدثنا حميد ابن الأسود، عن عيسى ابن أبي عيسى الحنّاط، عن الشعبي قال: كان هذا العلم لا يطلبه إلا من فيه خصلتان: عقل ونسك، فمن كان عاقلًا ولم يكن ناسكًا قال: هذا أمر لا يطلبه إلا النساك، فلم يطلبه، ومن كان ناسكًا ولم يكن عاقلًا قال: هذا أمر لا يطلبه إلا العقلاء، فلم يطلبه، قال الشعبي: فقد رَهِبت أنه ما يطلبه اليومَ من فيه واحدة من هاتين: لا عقل ولا نسك.
١٦٠٧ - أخبرنا أبو الحسين ابن بشران، أخبرنا أبو عمرو ابن السماك، حدثنا حنبل بن إسحاق، حدثنا سليمان بن أحمد الواسطي، حدثنا الوليد بن مسلم، أخبرني القاسم بن هِزّان: سمع الزهري يقول: لا يُرضي الناسَ قولُ عالمٍ لا يعمل، ولا قول عامل لا يعلم.
(١) "فتنة للمتبوع": على حاشية ب من نسخة م: مَفْتَنَةٌ، مع الضبط.