للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الزهري يقول: قال هارون لمالك: يا أبا عبد الله أريد أن أسمع منك "الموطأ"، قال: فقال مالك: نعم يا أمير المؤمنين، قال: فقال: متى؟ قال مالك: غدًا، قال: فجلس هارون ينتظره، وجلس مالك في بيته ينتظره، قال: فلما أبطأ عليه أرسل إليه هارون فدعاه، قال: فقال له: يا أبا عبد الله ما زلتُ أنتظرك منذ اليوم! فقال مالك: وأنا أيضًا يا أمير المؤمنين لم أزل أنتظرك منذ اليوم، إن العلم يُؤتَى ولا يأتي، وإنّ ابنَ عمك هو الذي جاء بالعلم، فإن رفعتموه ارتفع، وإن وضعتموه اتَّضع.

١٧٨٥ - أخبرنا أبو الحسين ابن الفضل القطان، حدثنا أبو علي محمد ابن أحمد ابن الصواف، حدثنا محمد بن إسماعيل السُّلَمي، حدثنا عبد العزيز الأُوَيسي، حدثنا مالك، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن أنه كان يقول: ما ينبغي لأحد يعلمُ أن عنده شيئًا من العلم يُضيِّع نفسه (١).

١٧٨٦ - قال الشيخ الإمام أحمد رحمه الله: وهذا القول من ربيعة رحمه الله يَحْتمل أن يكون مراده من ذلك توقيرَ العلم، كما فعل مالك بن أنس، ويَحتمل أن يكون مراده (٢) نشرَه في أهله وتركَ الاشتغال بما يمنعه عنه، كيلا يموت فيذهب علمه ولم ينتفع به غيره، وكلاهما حسن، وبالله التوفيق.

١٧٨٧ - أخبرنا أبو حازم عمر بن أحمد العبدوييّ الحافظ، أخبرنا أبو بكر محمد بن جعفر البغدادي الحافظ قال: سمعت محمد بن الربيع بن سليمان الجِيزي قال: سمعت سَعْد بن عبد الله بن عبد الحكم يقول:


(١) على حاشية ب: "يضع نفسه"، وتفسير المصنف التالي يؤيد اللفظتين.
(٢) على حاشية ب من نسخة م: أراد.