فقوْله هنا:{يَعْلَمُ} قُرن للعِلْم بما يُبديه الإِنْسانُ ويكْتُمه، يدُلّ على أنَّه العِلْم الَّذي يترتَّب علَيْه الجزاء؛ ولهَذا قَال: [{مَا تُبْدُونَ} تُظْهِرُونَ {وَمَا تَكْتُمُونَ} تُخْفُونَ فِي دُخُول غَيْر بُيُوتكُمْ مِنْ قَصْدِ صَلَاح أَوْ غَيْره]، وهَذا التَّفسير وإِنْ كان موافِقًا للسّياق، لكنَّه تقييدٌ للَّفظ، بيْنَما العِبْرة بالعُمومِ، فكلُّ مَا نُبديه من قوْلٍ وفِعْل، وكلُّ ما نُخفِيه من قوْل وفِعْل فإنَّ اللهَ تَعالَى عالِمٌ به، والغَرضُ مِن بَيان عِلْم اللهِ بذَلِك هو التَّحذِير منَ المخالَفَة والتَّرغِيب في الموافَقَة.
أمَّا كوْنُه تحذيرًا منَ المخالَفَة فظاهِرٌ، وأمَّا كوْنُه ترغيبًا في الموافَقَةِ فذَلِك لأنَّني لو علِمْتُ أنَّ ما عمِلْتُ من خيرٍ فإنَّ الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يعلَمُه وسيُجازِيني علَيْه فإنِّي أنشَط على العَمل، وأقُومُ به.