للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أما إِذَا كَانَ الْأَمْر بالعَكْسِ بأن جاءت الإضافة من غير السيِّد فهَذَا لا بأس به، كما أن العَبْد أيضًا منهي أنْ يقولَ: ربي لسيِّده، وليقل: مولاي، لكن لو أنك قلت: يا عبد كلم ربك، ادعُ ربك لي، هَذَا يجوز، نفس الشَّيء إِذَا خاطب العَبْد سيِّده بالرُبوبِيَّة نقول: هَذَا منهي عنه؛ لأَن السيِّد يتعاظَم والعبد يتواضَع، ولهذَا جاء في الحديث حديث جبريل في أمارات الساعة قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ أَمَارَاتِهَا، فَقَالَ: "أَنْ تَلِدَ الْأَمَةُ رَبّتهَا" (١)، هكذا ثبت بهَذَا اللَّفْظ المعْرُوف (رَبّتهَا) لكن في رِوايَة أُخْرَى: "أَنْ تَلِدَ الْأمَةُ رَبَّهَا" (٢).

فالحاصِل: أنَّه يَجب أن نعرف الفَرْق بين الإضافة إلى ضمير المتكلِّم والإضافة إلى غيره، فالإضافة إلى ضمير المتكلِّم منهي عنها، بالنِّسْبَةِ للسيد لا يَقُول: عبدي وأمتي، والعبد لا يَقُول: ربي، وأما الإضافة إلى غير ياء المتكلِّم فهَذه جائزة، والفَرْق بينهما من حيث المَعْنى واضح.

قَوْلهُ: {إِنْ يَكُونُوا} قَالَ المُفَسِّر رَحَمَهُ الله: [أَي: الْأَحْرَار {فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ الله} بِالتَّزوُّجِ {مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ} لِخَلْقِهِ {عَلِيمٌ} بِهِمْ] اهـ.

قَوْلهُ: {إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ} أي المتزوجين.

وقول المُفَسِّر: [أَي: الْأَحْرَار] لماذا خصها بالأحرار مع أنَّه في الآية يَقُول: {الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ} ثم قال: {إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ}؟


(١) أخرجه مسلم، كتاب الإيمان، باب بَيان الإيمان والْإِسْلَام والإحسان، حديث رقم (٨)، عن عمر بن الخطاب.
(٢) أخرجه البخاري، كتاب الإيمان، باب سؤال جبريل النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم -، حديث رقم (٥٠)، ومسلم، كتاب الإيمان، باب بَيان الإيمان والْإِسْلَام والإحسان، حديث رقم (٩)، عن أبي هريرة.

<<  <   >  >>