للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المَعْنى، يعني اختلاف القراءتين قد يَكُون له مصلَحَة وفَائِدَة عَظِيمة منها مثلًا التفسير كقَوْلهُ: "فتثبتوا"، "فتبينوا" (١) ومنها توسيع المَعْنى فمثلًا {دُرِّيٌّ} أو (دِريء) و (دُري) والذي وسمع المَعْنى أنَّها بنفْسِها صافية بناءً على الدري وقوية الإضاءة بناءً على (دِرِّيءٌ) فهَذه مِنْ فَوَائِدِ اختلاف القراءات أنه يظهر في كل قِراءَة معنى غير الَّذِي ظهر في القِراءَة الأُخْرَى فيَكُون ذَلِك أوسع وأشمل.

قَوْلهُ: {يُوقَدُ} قَالَ المُفَسِّر رَحَمَهُ الله: (المِصْبَاح بالمَاضِي، وَفي قِراءَة بِمُضَارع أَوْقَد مَبْنِيًّا لِلْمَفْعُولِ بِالتَّحْتَانِيَّة، وَفِي أُخْرَى "تُوقَدُ" (٢) بِالْفَوْقَانِيَّةِ، أَي: الزَّجَاجَة) اهـ.

إِذَنْ في الآية ثلاث قراءات هُنا كأنَّها كوْكب (دُرِّي تَوَقَّد) هَذَا على أنه فعل ماضي، أي: استمد الوقود من شَجرَة مُباركة إلى آخِره، وفيها أيضًا (يُوْقَدُ) أي: يوضع فيه الوقود، وفيه أيضًا (تُوْقَدُ).

على قِراءَة "تَوَقَّدَ" وعلى قِراءَة (يُوقَدُ) الضَّمِير يَعود على المصباح، ولا يصِح أن يَعود على الكوْكَب لأَن الكَوْكَب لا يوقد من هَذَا الشَّيء أي: أن الكَوْكَب لا يوقد من الشَّجرة الَّذِي يوقد هو المصباح.

يَقُول المُفَسِّر رَحَمَهُ الله: [وفي أُخْرَى "تُوْقَدُ" بالفوقانية أي: الزجاجة] اهـ.

الضَّمِير يَعود على الزُّجاجة لا على المصباح وهنا لا يقال مثلًا: إن الضَّمِير يَعود إلى أقرب مذكور، لأَن القاعِدَة الضَّمِير يَعود على أقرب مذكور ما لم يوجد مانع لفظي أو معنوي فهُنا وجد مانع لفظي، والمانِع اللفظي هو أَن قَوْلهُ: [تُوْقَدُ] الضَّمِير فيه يَعود على مؤنث والمصباح مذكر، هُنا وجد مانع لفظي يمنع من عود


(١) تحبير التيسير في القراءات العشر (ص: ٣٤٢)، وحجة القراءات (ص: ٢٠٩).
(٢) حجة القراءات (ص: ٥٠٠).

<<  <   >  >>