هَذَا قسم ثان من الْكُفَّار، وهَذَا التقسيم للتنويع كما تقدَّم، فالأول والله أعلم: في حال الكافر المجتهد الَّذِي عنْدَه فهم واجتهاد الَّذِي يظن أن عمله ينفعه، والثَّاني: في حال المقلد الَّذِي لا يدري وعنده جهل وضلال؛ فهو في ظلمة يسير مع الْكُفَّار وهو لا يدري.
قَوْلهُ:{يَغْشَاهُ مَوْجٌ} بمَعْنى يغطي هَذَا الكافر {مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ} أيضًا أمواج عالية لكن ما حد الموج الثَّاني من الأوَّل؟ يعني ما الَّذِي يميز الموج الثَّاني عن الموج الأوَّل؟
الجواب: إما أن يُقال بالاتجاه يعني الأمواج تتلاقى، موج يأتي من هُنا والثَّاني أعلى منه أتى من جهة ثانية من أجل أن يتبَيَّن علو هَذَا على ذاك، أو أنَّها أمواج متلاحقة، مثلًا موج مقبل كارتفاع الجبل ووراءه موجٌ آخر أعلى منه، فإذا لحقه صار موجًا من فوقه موج، وأما أنَّه موج واحد فلا يُمْكِن أن يفصل بعضه عن بعض، ومن شاهد البحر وجد الْأَمْر كَذلِكَ، تجد أمواجًا متلاحقة، أحيانًا إِذَا انعكس الهواء تتقابل وأحيانًا تتلاحق، لكن هَذِهِ الأمواج المتلاحقة أيضا تجري، سبحان الله العَظِيم، مثل الدرج، يعني: بعضها فوق بعض، هَذَا هو ما ضربه الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى في هَذَا المثل.