للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لو قَالَ قَائِلٌ: إِذَا قُلْنا: إن التَّقْوى اتِّخاذ وقاية من عَذاب الله بفعل أوامره واجتناب نواهيه، ألَيْسَت هَذه الطَّاعة؟

الجواب: هي في الحَقيقَة الطَّاعة، ولكن ليكن عندنا قاعِدَة لا بُدَّ أن نفهمها، وهي: أن بعض الكَلِمات تفسَّر بمَعْنى عند الانفراد وبمَعْنى آخر عند الاقتران، فقد تَكُون عند الانفراد شاملة لهَذَا المَعْنى، وقد تَكُون عند الاجتماع بعضًا منه، وأمثال ذَلِك كثير؛ مثلًا: الفَقِير والمِسْكين، عند الانفراد الفَقِير يشمل المِسْكين، والمِسْكين يشمل الفَقِير، لكن عند الاجتماع يَكُون الفَقِير بعضًا من المِسْكين، والمِسْكين بعضًا من الفَقِير، بمَعْنى أنَّنا نقول: الفَقِير كذا والمِسْكين كذا؛ لأجل ألا يحصل التَّرادُف بين الكلمتين؛ فتضيع فَائِدَة العَطْف.

لو قَالَ قَائِلٌ: الكَلِمات الَّتِي إِذَا اجتمعت افترقت، هل يَكُون بينها صلة حال الافتراق؟

الجواب: ما دام أن الكَلِمة إِذَا انفردت تكُون بمَعْنى الثَّانية لا بُدَّ أن يَكُون بينها صلة؛ فالفَقِير والمِسْكين بينهما صلة، وهي الحاجة، وكَذلِك التَّقْوى: ترك النَّواهي والطَّاعة فعل الأوامر بينهما صلة، وهي الامتثال.

لو قَالَ قَائِلٌ: هل التَّرادُف المطلَق يوجد في اللُّغَة العربيَّة؟

الجواب: التَّرادُف المطلَق لا يُمْكِن أن يوجد في اللُّغَة العربيَّة؛ لأنَّه تكرار بلا فَائِدَة لا سيَّما مع وجود العَطْف، أما مع عدم وجود العَطْف فقد يَكُون من باب التَّوكيد؛ لأَن العَطْف يقْتَضِي المُغايَرَة، فالاتفاق في الحُكْم والتغاير في المَعْنى، أي: أن الكَلِمة المعْطُوفة غير الكَلِمة المعْطُوف عَلَيْها لكن الحُكْم واحد، مثلًا: قام زيد وعمرو

<<  <   >  >>