الفَائِدة السَّابِعَة: كمال الدِّين الْإِسْلَامي حيث قَالَ: {الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ} فهو الدِّين الَّذِي ارتضاه لعباده، وهو أكمل الأديان ولذَلك ختمت به الرسالات.
الفَائِدة الثَّامِنَة: أن الإِيمَان والعَمَل الصَّالح سبب لاستمرار الأَمْن ولزوال الخَوْف، إِذَا كَانَ هُناكَ أمن سابق فهو يستمر ولزوال الخَوْف، فإذا كَانَ هُناكَ خوف فإنَّه يزول؛ لقَوْله:{وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا}.
الفَائِدة التَّاسِعَة: أن الْأُمُور الهامة يَنْبَغِي تأكيدها بأنواع المؤكِّدات، فإن هَذَا الوعد من الْأُمُور الهامة لما يترتَّب علَيْه من المَصالِح والمنافع في الدُّنْيَا والْآخِرَة، ولِهَذَا أكَّده الله تَعَالَى بالقسم واللَّام والنُّون، كما في قَوْلهُ:{لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ}، وقَوْلهُ:{وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا}، وأكَّده أيضا بمؤكِّد معنوي لَيْسَ بأداة لفظية، وهو قَوْلهُ:{لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ} فإن المُراد بهَذَا التَّشبِيه كما أسلفنا تأكيد هَذَا الوعد بذكر شواهده، فيَكُون ذَلِك أيضا تأكيد معنوي على تأكيد لفظي؛ فالأول كما تقدَّم المؤكِّد اللَّام والنُّون والقسم، هَذِهِ مؤكِّدات لفظية، لكن قَوْلهُ:{كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ} فيه مؤكِّد معنوي؛ حيث إنه يذكر ما يقوِّي الْقَلْب ويثبِّته.
الفَائِدة العاشرة: أن الإِيمَان والعَمَل الصَّالح هو عبادة الله؛ لقَوْله:{يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا}، وعلَيْه يَكُون تحقيق التوحيد من أَسْبَاب هَذَا الوعد الَّذِي وعد الله به.
الفَائِدة الحَادِيَة عشرة: التَّهدِيد للكَافِرين؛ لقَوْله:{وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} فإن هَذَا تهديد لمن كفر بعد هَذَا الوعد أو بعد هَذَا الواقِع،