الفَائِدةُ الأُولَى: أنَّه يَنْبَغِي للمُؤْمن إِذَا خفي علَيْه شَيْء أن يتأمَّل لأَنَّ الآيَات مبينة وظاهرة، فمثلًا إِذَا خفي عَليْك حكم شَيْء من كتاب الله فأعد النَّظر لأَنَّ الله قَالَ:{وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ} فالآيات مبينات، وخفاؤها على الْإِنْسَان في بعض الأَحْيان يدُلّ على قُصوره إمَّا في العِلْم أو الفَهْم أو التدبير.
الفَائِدة الثَّانية: بَيان الآيات للْكافِر والمُسْلِم، فالآيات ظاهرة لكل أحد للْكافِر والمُسْلِم، والآيات الشَّرْعِيَّة لا تبيّن ولا يَنتفِع بها إلَّا المُؤْمِنون، أما الْكُفَّار فإنهم يَقُولُونَ هَذِهِ أساطير الأولين لأَنَّه {رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}[المطففين: ١٤]، فلم يعرفوها وقد تقدَّم هَذَا في التفسير.
الفَائِدة الثَّالِثَة: إِثْبات الصِّفات والأَسْماء لأَنَّ {عَلِيمٌ} من أَسْماء الله -جَلَّ وَعَلَا- و {حَكِيمٌ} من أسْمَائِه أيضًا وهما متضمنان لصفتين: العِلْم والحِكْمة.
لو قَالَ قَائِلٌ: هل يُمْكِن أن نثبت أَسْماء الله من مُجرَّد الفِعْل؟
الجواب: لا يجوز إِثْبات الاسْم من مُجرَّد الفِعْل، ولِهَذَا لا يُمْكِن أن نثبت أن الله ماكر من قَوْله تَعَالَى:{وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ}[الأنفال: ٣٠]، فما جاء بِصيغَة الفِعْل يبقى على الفِعْل، وما جاء بِصيغَة الاسْم هو الَّذِي يُمْكِن أن يؤخذ منه الفِعْل، فالسَّميع يُمْكِن أن نأخذ منه أن الله يسمع.