تعصي الإله وأنت تزعم حبه ... هذا لعمري في القياس شنيعُ
لو كان حبك صادقاً لأطعته ... إن المحب لمن يحب مطيعُ
((أحب إليه مما سواهما)) يحب الله -جل وعلا- أحب إليه من نفسه فضلاً عن غيره، ونشاهد تقديم الناس ملاذهم، بل رضا غيرهم، دنيا غيرهم على أوامر الله وأوامر الرسول، تجد المجاملة بل المداهنة لشخص لا يملك ضراً ولا نفعاً، ولا يرجى خيره، ولا يخشى شره، ومع ذلك تداهن، هذا لا يجد حلاوة الإيمان، قد يقول قائل -وهذا السؤال بالحديث الذي يليه أليق لكن لا مانع من تقديمه- يقول: أنا أحب الله ورسوله، أحب الله -جل وعلا-؛ لكي يدخلني الجنة، وأحب الرسول وأطيع الرسول لكي أدخل الجنة، إذاً أنا أحببت الله ورسوله من أجلي، لا من أجله هو واضح وإلا ما هو بواضح؟ هل هذا يحب الله ورسوله أكثر من نفسه أو هو في الحقيقة يحب نفسه؟ هاه؟
طالب:. . . . . . . . .
يقول: لا بأس أنا أحب الله ورسوله، وجاءت الأوامر بأن أحبوا الله ورسوله، وأنا أحب الله ورسوله، لكن لماذا تحب الله ورسوله؟ يعني الآن الإيمان لتدخل الجنة، تجد حلاوة الإيمان لتدخل الجنة، إذاً أنت تسعى لمصلحتك، وأنت تحب الرسول أكثر من نفسك؛ لماذا؟ لكي تدخل الجنة، إذاً أنت تسعى لمصلحة نفسك، يعني: هل المقصود حب الله -جل وعلا- لذاته، وحب الرسول لذاته، أو لما يترتب على ذلك من مصلحتك؟ نعم؟
طالب:. . . . . . . . .
هذا الأصل أن يكون لذات الله -جل وعلا-، ولذات الرسول -عليه الصلاة والسلام-، لكن كون الأمور والأعمال التي ذكرت ورتب عليها الثواب وذكرت الجنة بنعيمها، وذكرت النار بجحيمها وعذابها، يعني: ملاحظة هذا الهدف؛ لماذا تصلي يا فلان؟ يقول: أتخلص من النار، هذا من أجل أدخل الجنة، يعني حينما يذكر الهدف ملاحظة هذا الهدف الذي جاء ذكره في النصوص، من فعل كذا دخل الجنة، أنا أفعل كذا لكي أدخل الجنة، يعني: ملاحظة الهدف الذي جاء ذكره في النصوص يقدح وإلا ما يقدح؟ أو ما ذُكر إلا ليلاحظ؟ ليكون باعثاً على العمل؟ باعث على العمل، لكن لا يكون هو الهدف الأصلي.