((أنا بك وإليك)) يعني وجودي وقوامي وقوتي بك، يعني مستعيناً بك، وكائنة بك، يعني بسببك، وإليك مرجعي ومآلي.
((تباركت وتعاليت)) التبارك، تبارك بهذه الصيغة لا تجوز إلا لله -جل وعلا-، والبركة هي ما يوجده الله -جل وعلا- في بعض أفعاله ومخلوقاته، فمن المخلوقات ما فيه بركة، ومنها ما ليس فيه بركة، وأظهر البركة الحسية في محمد -عليه الصلاة والسلام-، وهو أعظم الناس بركة، والله -جل وعلا- تبارك وتعالى وتعاظم، لا يجوز أن يقال: تبارك زيد، أو تبارك علينا، كما يقوله بعض العامة، لكن قد يكون في الإنسان بركة لما يرى من أثره في الناس، هذه بركة تعدت، والله -جل وعلا- هو الموجد لهذه البركة، ولذا لا يجوز التبرك بالمخلوقين؛ لأن هذه البركة لا تتعدى بنفسها، البركة خاصة بمن جعل الله -جل وعلا- فيه البركة الحسية وهو النبي -عليه الصلاة والسلام-، فلا يتبرك بغيره، ولا بآثار غيره، وبعض الناس مفتون بهذه البدعة، يتمسح بالجمادات التي لا تنفع ولا تضر، يعني باب من حديد صنعه الصانع، وباعه على شخص، لا يدري أيجعله باباً لمسجد أو باب لحمام، ثم يأتي من يأتي من يتمسح بهذا الباب، وأنتم تشاهدون في الحرم من يتمسح ويتبرك -نسأل الله العافية- يطلب البركة من غير الله -جل وعلا-.
وامرأة من بعض الجهات تتمسح بالمقام، قلنا: هذا حديد لا ينفع ولا يضر، فقالت: عندكم ما ينفع لكن عندنا ينفع -نسأل الله العافية-، والله بالحرف تقول هذا الكلام، عندنا ينفع، يعني دينكم غير ديننا؟! إن كان ديننا واحد فالذي في ديننا أن مثل هذا لا ينفع، وإن كان لكم دين آخر فابحثوا عن مكان آخر، والله المستعان.
((تباركت وتعاليت)) من العلو، والله -جل وعلا- يثبت له العلو المطلق بأنواعه، علو القدر، وعلو القهر، وعلو الذات، فهو عال على خلقه، بائن منهم، مستوٍ على عرشه.
((أستغفرك وأتوب إليك)) السين والتاء للطب، يعني أطلب المغفرة منك يا رب، وأتوب إليك، والمغفرة من الغفر وهو الستر، والمراد بذلك ستر الذنوب، ويكون سترها بمحوها، وأتوب إليك، وأرجع إليك مما اقترفت من ذنوب ومعاصي.