"وإذا ركع قال: ((اللهم لك ركعت، وبك آمنت)) " لك ركعت {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [(١٦٢) سورة الأنعام] الصلاة لله -جل وعلا- فأجزاؤها له، ومنها الركوع ((اللهم لك ركعت)) هذا جزء من الصلاة التي هي لله رب العالمين.
((وبك آمنت)) يعني لا بغيرك، والإيمان عند أهل السنة قول باللسان، واعتقاد بالجنان، وعمل بالأركان، هذه أجزاؤه الثلاثة: قول وعمل واعتقاد.
((ولك أسلمت)) آمنت وأسلمت، نحتاج إلى أن نقول: أسلمت مع قولنا: آمنت؟ لأن الإسلام يدخل في الإيمان، نحتاج إلى أن نقول: بك آمنت ولك أسلمت؟ ما يكفي أن نقول: بك آمنت ويدخل فيه الإسلام؟ أهل العلم يقررون أن الإسلام والإيمان إذا اجتمعا افترقا وإذا افترقا اجتمعا، وهنا اجتمعا إذاً يفترقان، فالإسلام غير الإيمان هنا، ويحمل الإيمان على العقائد، الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، ويحمل الإسلام على أعمال الجوارح، كما في حديث جبريل -عليه السلام- حينما سأل النبي -عليه الصلاة والسلام- عن الإسلام والإيمان والإحسان.
((خشع لك سمعي وبصري)) الخشوع والخضوع ويكون كل منهما في القول والجوارح، ومن أهل العلم كصاحب القاموس من يفرق بينهما، بأن يكون الخشوع باللسان والخضوع للجوارح، لكن يرد عليه بقوله -جل وعلا-: {فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ} [(٣٢) سورة الأحزاب] فدل على أن الخضوع أيضاً يكون بالقول.
((خشع لك سمعي وبصري ومخي وعظمي وعصبي)) يعني جميع أطرافي خشعت لله -جل وعلا-، والخشوع سواءً كان خشوع السمع أو خشوع البصر أو خشوع المخ والعظم والعصب مطلوب لا سيما في الصلاة، والجمهور على أن الخشوع سنة، تصح الصلاة بدونه، لكن هو لب الصلاة وخلاصتها، وأوجبه جمع من أهل العلم كابن القيم وابن رجب، وقبلهما الغزالي في الإحياء، وأطال الكلام عليه، ما الذي دعا الجمهور أن يقولوا: إن الخشوع سنة؟ نعم؟