على كل حال على الإنسان أن يستحضر مثل هذه الأمور، ويخشع في صلاته، وبجميع أطرافه، يعني هل يتصور أن القلب يخشع والأطراف تتحرك؟ نعم؟ لا القلب الملك، هو الذي يدبر هذه الأطراف، لو خشع حقيقة ما تحركت الأطراف، ويذكر عن عمر -رضي الله عنه- أنه رأى رجلاً يعبث بلحيته، فقال: لو خشع قلب هذا خشعت جوارحه، ويذكر في المرفوع لكنه لا يصح، المقصود أن مثل هذا الأمر على طالب العلم أن ينتبه له، ويكون قدوة وأسوة للناس.
طالب: ما التلازم بين الطمأنينة والخشوع؟
بينهما ارتباط من جهة باعتبار أن الطمأنينة ركن من أركان الصلاة، إذا فقدت فقد معها الخشوع من باب أولى، لكن قد يطمئن ولا يخشع، نعم قد يطمئن وقلبه سارح؛ لأن الطمأنينة إنما هي في الأفعال.
"وإذا رفع قال: ((اللهم ربنا لك الحمد)) " وقد يقول: ربنا لك الحمد بدون اللهم، وقد يجمع بين اللهم والواو فيقول: اللهم ربنا ولك الحمد، وقد يقول: ربنا ولك الحمد بدون اللهم، فالصيغ أربع.
((اللهم ربنا ولك الحمد)) وهذه ثابتة في البخاري وغيره، وإن نفاها ابن القيم؛ لكنها في الصحيح.
((اللهم ربنا لك الحمد)) كما هنا ((ربنا لك الحمد)) دون اللهم والواو و ((ربنا ولك الحمد)) دون اللهم، وهي أربع صيغ، ويقولها كل مصلٍ، ربنا ولك الحمد يقولها كل مصلٍ، وأما سمع الله لمن حمده التي تقال قبلها، فإنما يقولها الإمام والمنفرد، ولا يقولها المأموم، المأموم يقول: اللهم ربنا ولك الحمد، ويقولوها الإمام أيضاً، ويقولها المنفرد، وسيأتي تفصيل هذا في الأحاديث اللاحقة -إن شاء الله تعالى- خلافاً للشافعية الذين يقولون: إنه يجمع بينهما كل مصلٍ؛ لأن النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: سمع الله لمن حمد ربنا ولك الحمد، وهو القدوة وهو الأسوة، لكنه قدوة باعتباره إمام في هذه الصورة، لأنه يأتي في الحديث:((وإذا قال: سمع الله لمن حمده فقولوا: ربنا ولك الحمد)) فوظيفة الإمام قول سمع الله لمن حمده، وأيضاً يقول: ربنا ولك الحمد مع المأمومين، كما أنه ((إذا قال: ولا الضالين، فقولوا: آمين)) والإمام يقول: آمين، أما المأموم فلا يقول: سمع الله لمن حمده.