ومنهم -من أهل العلم- من يرى أن الإمام يقول: سمع الله لمن حمده ولا يقول: ربنا ولك الحمد، والمأموم يقول: ربنا ولك الحمد ولا يقول: سمع الله لمن حمده، لكن عرفنا أنه يجمع بينهما الإمام والمنفرد، ويقول الإمام: سمع الله لمن حمده، والمأموم يقول: ربنا ولك الحمد، ولا يقول: سمع الله لمن حمده، وسيأتي مزيد بسط لهذه -إن شاء الله تعالى-.
((ملء السماوات، وملء الأرض)) يعني مثل ما تقدم السماوات جمع، والأرض مفرد ((وملء ما بينهما)) يعني لو قدر أن الحمد جسم فإنه حمد عظيم، عظيم كبير الحجم جداً، يملأ السماوات ويملأ الأرض، ويملأ ما بينهما.
((وملء ما شئت من شيء بعد)) يعني مما نعرفه ومما لا نعرفه كالكرسي والعرش مثلاً، يملأ كل شيء هذا الحمد.
"وإذا سجد قال: ((اللهم لك سجدت، وبك آمنت، ولك أسلمت)) " مثل ما تقدم أن السجود كالركوع جزء من الصلاة التي هي لله -جل وعلا-: {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [(١٦٢) سورة الأنعام] والسجود جزء منها، فالصلاة لله، والسجود أيضاً لله -جل وعلا- لا يجوز أن يصرف لغيره كالصلاة، يعني لا يجوز أن يصلي لأحد، ولا يجوز أن يركع لأحد، ولا يجوز أن يسجد لأحد، يعني من سجد لغير الله -جل وعلا- أشرك الشرك الأكبر، من ركع لغير الله -جل وعلا- فقد أشرك الشرك الأكبر، كمن صلى لغير الله -جل وعلا-.
((اللهم لك سجدت، وبك آمنت، ولك أسلمت)) يعني كما تقدم.
((سجد وجهي للذي خلقه وصوره)) يعني ما سجد إلا الوجه؟ أو ((أمرت أن أسجد على سبعة أعظم))؟ سجد الوجه، سجدت اليدان، سجدت الركبتان، سجدت أطراف القدمين، كلها ملامسة للأرض، لكن باعتبار أن الوجه أشرف ما في الإنسان اقتصر عليه، فإذا سجد الأشرف تبعه ما دونه.
((سجد وجهي للذي خلقه وصوره)) وهو الله -جل وعلا-، فتبارك الله أحسن الخالقين.