((وشق سمعه وبصره)) السمع أضيف إلى الوجه، والبصر أضيف إلى الوجه، ولذا العينان تغسلان مع الوجه، لكن هل السمع لما أضيف إلى الوجه من الوجه؟ الأذنان من الوجه أو من الرأس؟ العينان من الوجه بلا شك لكن الأذنان؟ استدل بهذا الحديث من قال: إن الأذنين من الوجه، تغسلان مثل ما يغسل الوجه؛ لأنه قال:((وشق سمعه)) سمع إيش؟ لأنه قال:((سجد وجهي للذي خلقه وصوره وشق سمعه)) يعني سمع الوجه، الإضافة هنا للوجه، يعني الاستدلال من هذا الحديث ظاهر؛ لكن هل يراد يعني لما سجد الوجه الذي هو أشرف ما في الإنسان قد تكون الإضافة والنسبة للمجاورة، يعني النسبة في الأصل أنها حقيقية، لكن قد تكون النسبة للمجاورة، والأذنان مجاورتان للوجه فنسبتا إليه، وتجدون في نسب كثير من الرواة فلان بن فلان الخياط مثلاً، وإذا بحثت ما وجدته خياط، لكن كان يجلس عند الخياطين، فالنسبة مجاورة، ليست نسبة حقيقية، فلان كذا ينسب إلى قبيلة من القبائل، نزل عندهم وجاورهم فنسب إليهم، فالمجاورة ينسب إليها، فالنسبة تكون لأدنى مناسبة ((لأنتن صواحب يوسف)) يقوله لبعض أمهات المؤمنين الرسول -عليه الصلاة والسلام-، ما علاقتهن بيوسف لينسبن إلى صحبته؟ لأدنى مناسبة، صدر منهن فعل يشبه من وجه ما صدر من النسوة صواحب يوسف.
المقصود أن النسبة قد تكون للمجاورة، ومنها قوله:((وشق سمعه وبصره)).