على كل حال من كانت لديه القدرة لنفع الناس عليه أن ينفع {وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ} [(١ - ٢) سورة العصر] هذا الأصل بعد هذا القسم إن الإنسان جنس الإنسان لفي خسر، في خسارة، وليست خسارة يسيرة من أمور الدنيا لا، خسارة الآخرة -نسأل الله السلامة والعافية- ولم يستثنَ من ذلك إلا {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} [(٣) سورة العصر] أما من عدا هؤلاء فإنهم في خسران -نسأل الله السلامة والعافية-، فعلى الإنسان أن يبلغ ما سمع ((ليبلغ الشاهد الغائب)) عليه أن يبلغ ما يعرفه من العلم، وعليه أن ينصح فالدين النصيحة.
يقول: هناك هجمة في بعض الدول العربية، على كتب وأشرطة علمائنا الأفاضل أمثال ابن باز وابن عثيمين والفوزان وغيرهم، ويقولون: إنهم مبتدعة، فهل هناك كلمة حول هذا الأمر؟
على كل حال هؤلاء معروف أنهم من أئمة أهل السنة في هذا العصر، ومع ذلك المبتدع يرى المتمسك بالكتاب والسنة مبتدع، ما من طائفة إلا وترمي غيرها بالبدعة، والعبرة بما وافق الكتاب والسنة، والمسألة مسألة مدافعة ومجاهدة وبقدر المستطاع، بالقدر الذي يحقق المصلحة، ولا يترتب عليه مفسدة، وهؤلاء ليس مثلنا من يسأل عنهم، وإنما على الإنسان أن يجتهد في نشر العلم قدر استطاعته، وإذا كان بلده لا يرضى بمثل هذه الأسماء، فلا مانع أن يستفاد من علمهم من غير إضافة لهم، يعني كما فعل شارح الطحاوية حينما نقل النقول الكثيرة عن شيخ الإسلام وابن القيم ولم يعزُ إليهما، ما عزا إلى شيخ الإسلام ولا ابن القيم، ومع ذلك أكثر الكتاب مأخوذ من كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم إلا أنه في وقت كان يحارب فيه كتب هذين الإمامين، فنقل منهما، وأفاد الناس منهما من غير تصريح، والمداراة في مثل هذا، والترويج بمثل هذه الطريقة أمر معروف.
يقول: رجل احتار في ثلاثة أمور، وصلى صلاة الاستخارة مرتين، ولم يتضح له شيء، فماذا يفعل؟
يكرر الاستخارة حتى قال أهل العلم: إنها تكرر سبعاً.