على التعويل على السؤال عند عروض التعارض والاحتياج إلى الترجيح
فهذه ثلاث طبقات للطلبة من المتشرعين الطالبين للاطلاع على ما جاء في الكتاب والسنة إما كلا أو بعضا بحسب اختلاف المقاصد وتفاوت المطالب
وثم طبقة رابعة يقصدون الوصول إلى علم من العلوم أو علمين أو أكثر لغرض من الأغراض الدينية والدنيوية من دون تصور الوصول إلى علم الشرع
فكانت الطبقات أربع
وينبغي لمن كان صادق الرغبة قوي الفهم ثاقب النظر عزيز النفس شهد الطبع عالي الهمة سامي الغريزة أن لا يرضى لنفسه بالدون ولا يقنع بما دون الغاية ولا يقعد عن الجد والاجتهاد المبلغين له إلى أعلى ما يراد وأرفع ما يستفاد فإن النفوس الأبية والهمم العلية لا ترضى بدون الغاية في المطالب الدنيوية من جاه أو مال أو رئاسة أو صناعة أو حرفة حتى قال قائلهم
إذا غامرت في شرف مدوم … فلا تقنع بما دون النجوم
فطعم الموت في أمر حقير … كطعم الموت في أمر عظيم
وقال آخر مشيرا إلى هذا المعنى
إذا لم تكن ملكا مطاعا … فكن عبدا لخالقه مطيعا
وإن لم تملك الدنيا جميعا … كما تهواه فاتركها جميعا
هما شيئان من ملك ونسك … ينيلان الفتى شرفا رفيعا
وقال آخر
فإما مكانا يضرب النجم دونه … سرادقه أو باكيا لحمام
وقد ورد هذا المعنى كثيرا في النظم والنثر وهو المطلب الذي تنشط إليه الهمم الشريفة وتقبله النفوس العلية