هؤلاء كانوا بعض تلاميذ الشوكاني المباشرين، ولا يزال تلاميذه الناهلون من علمه المكتوب في ثنايا مؤلفاته يتزايدون يومًا بعد يوم حتى عصرنا الحالي. وكاتب هذه السطور شخصيًا قد تأثر منذ وقت مبكر من حياته بمنهج الإمام الشوكاني الفقهى وبأسلوبه الاجتهادى الفذ في استنباط الأحكام الشرعية.
[ثانيا: الكتاب]
* نسبة الكتاب إلى الشوكاني:
لا يدور أدنى شك حول نسبة كتاب "أدب الطلب ومنتهى الأرب" إلى الإمام الشوكاني؛ للأسباب الآتية:
١ - توجد نسخة مخطوطة، بخط الشوكاني نفسه، في مكتبة الجامع المقدس بصنعاء اليمن تحت رقم ٣٠٢ حديث.
٢ - جاءت نصوص متعددة في كتب الشوكاني الأخرى مؤكدة نسبة "أدب الطلب" إليه، مثل كتابه "البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع"، وقال عنه فيه:"فهو كتاب لا يستغنى عنه طالب الحق". البدر الطالع: الجزء الثاني، ص ٨٩.
٣ - أجمعت المراجع التي ترجمت لحياة الشوكاني ومؤلفاته على نسبة "أدب الطلب" إليه.
* سبب تأليف الكتاب:
لعل السبب الرئيسى الذي دفع الشوكاني إلى تأليف هذا الكتاب، يتمثل في الحالة المتردية التي وصل إليها طلاب العلم في زمنه من التقليد الأعمى، والتعصب الرذيل، وتقديم الثانوى في العلم على الضرورى، وغير ذلك من مظاهر التخلف. فلما رأى الرجل ذلك، أراد أن ينهض بأبناء دينه بإرشادهم