وأعلم أن المفاسد الماحقة لبركة الله والمفرقة لكلمة المسلمين كثيرة جدا والإحاطة بها تتعسر وقد ذكرنا هنا ما حضر عند التحرير وأعظم ما أصيب به دين الإسلام من الدواهي الكبار والمفاسد التي لا يوقف لها في الضرر على مقدار أمران
[تعدد المذاهب]
أحدها هذه المذاهب التي ذهبت ببهجة الإسلام وغيرت رونقه وجهمت وجهه وقد قدمنا في هذا ما يستغنى عن الزيادة إن بقي له فهم يرجع به إلى الحق ويخرج به من الباطل
[الاعتقادات الفاسدة في بعض الأموات]
والأمر الثاني هذه الاعتقادات التي حدثت لهذه الأمة في صالحي الأموات حتى صار الرجل يقرن من يعتقده من الأموات بمن يقلده منهم
فيقول إمامه في المذهب فلان وشيخه في الاعتقاد والمحبة فلان
وهذا يقوله ظاهرا وهو لو كوشف ونطق بما في ضميره لقال وشيخه الذي يعول عليه في زعمه عند الشدائد في قضاء حاجاته ونيل مطالبه فلان
وصمى صام من خلف وأمام فإن هذه الداهية الدهياء والمصيبة الصماء العمياء فقد كان أوائل المقلدة يعتمدون على أئمتهم في المسائل الشرعية ويعولون على آرائهم ويقفون عند اختياراتهم ويدعون نصوص الكتاب والسنة ولكنهم ا ينزلون حوائجهم بغير الله ﷿ ولا يناجون سواه ولا يرجون غيره ولا يعولون إلا عليه ولا يطلبون إلا منه
فهم وإن خلطوا صومهم وصلاتهم وحجهم وزكاتهم وسائر عباداتهم ومعاملاتهم بآراء الرجال وقلدوا في كثير من تفاصيلها ما لم يأذن الله بتقليده