وَأَنت لَا يخفى عَلَيْك إِن بَقِي لَك نصيب من فهم وحظ من إنصاف أَن الله تبَارك وَتَعَالَى لم يتعبد أحدا من عباده بِدَلِيل يسْتَدلّ بِهِ أحد من عُلَمَاء الْأمة ويمكنه التَّعْبِير عَنهُ وإبرازه من القَوْل إِلَى الْفِعْل إِلَّا إِذا كَانَ صَحِيحا تقوم بِهِ الْحجَّة فَكيف يتعبدهم بِمَا انقدح فِي نفس فَرد من أفرادهم على وَجه لَا يُمكنهُ التَّعْبِير عَنهُ وَلَا إبرازه إِلَى الْخَارِج
فَإِن هَذَا الَّذِي انقدح فِي نَفسه لَا نَدْرِي مَا هُوَ وَلَا كَيفَ هُوَ فَكيف يكون حجَّة على أحد من النَّاس وَقد عجز صَاحبه عَن بَيَانه وعسرت عَلَيْهِ تَرْجَمته
فبالله الْعجب من هَذَا الهذيان وَكَيف استجاز قَائِله أَن يحكم عَلَيْهِ وَأَنه دَلِيل شَرْعِي ويفترى على الشَّرْع مَا لَيْسَ مِنْهُ وعَلى الله سُبْحَانَهُ مَا لم يقلهُ