مسلم وإذا لم تتناول أدلة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مثل هذا لم تتناول غيره
ومن هذا الجنس الذي يفعله أهل التعصب فرارهم عن علماء الإنصاف وطعنهم على من اتصل بهم أو أخذ عنهم وتحذيرهم للعامة وللطلبة عن مجالسة من كان كذلك وإخبارهم لهم بأن ذلك العالم سيضلهم ويخرجهم عما هم فيه من المذهب الذي هم عليه
ثم يذكرون عند هذا التحذير والإنذار مطاعن يطعنون بها على ذلك العالم لمجرد سماعها يثور غضب كل مسلم ويلتهب طبع من يسمع ذلك كائنا من كان فيقولون مثلا لذلك العامي أو الطالب هذا العالم الذي تتصل به يبغض علي بن أبي طالب ويبغض أهل البيت أو نحو هذه العبارات الفظيعة فعند سماع ذلك تقوم قيامة هذا المسكين وليس بملوم فإنه جاهل جاء إليه من له ثياب أهل العلم وسمتهم وشكلهم فقال له إن ذلك العالم يعتقد كذا أو يقول كذا فصدقه فالذئب محمول على ذلك القائل ولا يكون إلا من أهل تلك الطبقة التي هي منشأ الشر ومنبع الفتنة
وقد اشتهر على ألسن الناس في صنعاء وما يتصل بها أن العلماء المجتهدين ومن يأخذ عنهم ويتصل بهم في هذه العصور يقال لهم سنية وهذا هو اللقب الذي يتنافس فيه المتنافسون فإن نسبة الرجل إلى السنة تنادي أبلغ نداء وتشهد أكمل شهادة بأنه متلبس بها ولكنه لما صار في اصطلاح هؤلاء المتعصبة يطلق على من يعادي عليا ويوالي معاوية افتراء منهم على أهل العلم واجتراء على المسلمين استصعب ذلك من استصعبه عند إطلاقه عليه في ألسن هؤلاء الذين هم بالدواب أشبه
ولم أجد ملة من الملل ولا فرقة من الفرق الإسلامية أشد بهتا وأعظم كذبا وأكثر افتراء من الرافضة فإنهم لا يبالون بما يقولون من الزور كائنا من كان ومن كان مشاركا لهم في نوع من أنواع الرفض وإن قل كان فيه مشابهة لهم بقدر ما يشاركهم فيه