للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مزاجه بارد، فيكون معنى قوله: شفاء من كل داء، أي من هذا الجنس الذي وقع القول فيه، والتخصيص بالحيثية كثير شائع .. واللَّه أعلم.

وقال الشيخ أبو محمد بن أبي جمرة: «تكلم الناس في هذا الحديث وخصوا عمومه وردوه إلى قول أهل الطب والتجربة، ولا خفاء بغلط قائل ذلك لأنا إذا صدقنا أهل الطب - ومدار علمهم غالبًا إنما هو على التجربة التي بناؤها على ظن غالب - فتصديق من لا ينطق عن الهوى أولى بالقبول من كلامهم. أ. هـ

وقد تقدم توجيه حمله على عمومه بأن يكون المراد بذلك ما هو أعم من الإفراد والتركيب، ولا محذور في ذلك ولا خروج عن ظاهر الحديث. واللَّه أعلم (١). أ. هـ

«كما أن لبعض الأدوية شروطًا لاستعمالها يجب أن تتحقق بالنسبة للمريض، كسلامة كبده أو كلاه أو قلبه أو معدته، وقد يرد مانع من الاستمرار في استعمال دواء معين، كحدوث حساسية، أو حدوث اختلاط، أو عراقيل مرضية توجب ذلك المنع، فمريضان بذات المرض قد تتخذ في كل منهما خطة علاجية مختلفة عن الأخرى» (٢).


(١) فتح الباري (١٠/ ١٤٥).
(٢) الصحة البدنية للإنسان بين تعاليم الإسلام وتوجيهات وأنظمة الصحة العالمية، د. السيد محمد محمد ص ٥٧٥.

<<  <   >  >>