للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المرتبة الثانية إلا بعد عجز الأولى، ولا إلى الثالثة إلا بعد عجز الثانية.

كما نبهوا على أن من كانت أغذيته مفردة كأهل البوادي يكتفى في علاجهم بالدواء المفرد، وأما الدواء المركب فإنما يصار إليه عند الحاجة لمن كانت أغذيتهم مركبة كأهل المدن.

[الثالثة: الطبائع الأربع]

تجد في كتب الأطباء عند ذكر الدواء قولهم: حار في الأولى أو بارد في الثانية أو الثالثة أو الرابعة (١)، ويقصدون بذلك أن الأشياء لها أربعة طبائع، وهي الحرارة ويقابلها البرودة، ويصاحبهما الرطوبة واليبوسة، وكل واحد من هذه الأربعة يقع في إحدى الدرجات من حيث الضعف والقوة، فأضعفها الأولى ثم الثانية ثم الثالثة ثم الرابعة، وما زاد على ذلك لا يصلح التداوي به ولا استعماله لقوته وضعف الأبدان عن احتماله.

والأطباء القدامى يشخصون المرض على هذه الطبائع الأربعة وعلى درجته منها ثم يداوونه بما يقابله، فإن كان حارًّا - أي المرض- أعطوه دواء باردًا، وإن كان باردًا أعطوه دواء حارًّا، مع مراعاة الدرجة، فإن لم يجدوا إلا ما درجته أعلى أو أقل خففوا الدواء أو زادوا فيه ليتناسب مع درجة المرض، وذلك


(١) تجد في الكتب التي تذكر المفردات الطبية مثل القانون والحاوي والتذكرة بيان هذه الطبائع ودرجاتها.

<<  <   >  >>